ما هو التنظيم المهني للعلاقات العامة؟

اقرأ في هذا المقال


التنظيم المهني للعلاقات العامة:

التنظيمات المهنية بصفة عامة لها دور أساسي في حياة كل مهنة متخصصة وفي حياة ممارسيها، كذلك في حياة المجتمع الذي تنتسب إليه، فهي تستطيع أن تطوّر المهنة وتدعمها وتعكس قوتها، كما تستطيع أن تساند ممارسيها وتطورهم وتحميهم، أيضاً تستطيع أن تقيم علاقة سليمة ومتطورة بينها وبين عملائها، كما أنها تستطيع أن تسهم في تقدم المجتمع وترقيته وتُعتبر قوة بحد ذاتها.
ولقد استقرَّت المهن المتخصصة بعد تاريخ طويل على التنظيم، كشكل تنظيمي مهني قادر على أن يلعب هذا الدور الأساسي والحيوي لصالح كل مهنة ولصالح ممارسيها وعملائها ومجتمعها، كما أن هناك أشكال تنظيمية ظهرت إلى جانب النقابات، كالجمعيات والاتحادات، إلا أنها كانت أشكالاً تنظيمية مساعدة للنقابات كتنظيمات مهنية رئيسية. وقد أثبتت النقابات المهنية منذ نشأتها أنها بالفعل تنظميات مهنية قادرة على أنها تؤدي دورها بكفاءة تامة.
غير أن العاملين بالعلاقات العامة استثنوا مهنتهم من هذه القاعدة التنظمية لأسباب غير معرفة، حيث اتجهوا إلى أشكال من التنظيمات المهنية التي عرفتها المهن الأخرى كتنظيمات مساعدة لتنظيماتها النقابية الأساسية. وقد أرجع البعض هذه الظاهرة إلى درجة النضج التي وضعت عندها العلاقات العامة، حيث أنها لم تصل في نظرهم إلى نفس مستوى النضج الذي وصلت إليه المهن الأخرى.
ولكن هذا التعليل ينفى أمام إصرار بالعلاقات العامة على رفض تحويل تنظيماتها المهنية المساعدة، إلى تنظيمات نقابية لها صفة رسمية وقانونية. وتحصي الدراسات العلمية العديد من هذه الأشكال التنظيمية المهنية المساعدة، التي تعددت مسمياتها وتنوعت عضويتها، فهناك الجمعيات والاتحادات والمعاهد والمراكز وهناك عضوية الأفراد والشركات والجمعيات، فتنوّع هذه الأشكال التنظيمية على المستويات المحلية القومية والإقليمة والدولية.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، نجد منظمة العلاقات العامة الأمريكية التي نشأت سنة 1947، وتُعدّ نموذجاً لنوعية التنظيمات المهنية التي انتشرت في بلاد العالم. وفي بريطانيا تأسست الجمعية البريطانية للعلاقات العامة سنة 1948، فهي أكبر مؤسسة تتخصص في العلاقات العامة وتطويرها في المملكة المتحدة، حيث قام بتأسيسها جماعة من المنشغلين بالعلاقات في المؤسسات التجارية والصناعية والحكومية، حيث شعر أعضاؤها بالحاجة إلى تنظيم يُعبر عن التطور السريع.


شارك المقالة: