ما هو الدور الإعلامي لمعالجة القضايا البيئية؟

الدور الإعلامي لمعالجة القضايا البيئية:

لا بُدّ من التأكيد على أنَّ الإعلام البيئي يلعب دور في معالجة الأحداث والقضايا البيئية التي تتعرض لها دولة معينة أو مجتمع معين، بحيث تسعى المؤسسات الإعلامية إلى انتقاء المعالجة الأكثر تأثير على المحتويات البيئية، بالإضافة إلى أن تكون هذه المعالجة إخبارية بحته، وليست مثل المعالجات الإخبارية الأخرى.

وبالتالي فلقد سعت الوسائل الإعلامية على اختلاف أنواعها على تحديد الرؤى المستقبلية والسياسات البيئية الإعلامية؛ وذلك من أجل الوقوف على القضايا البيئية الأكثر خطورة ما بين العديد من القضايا البيئة أو السياسية أو الإعلامية الأخرى، كما أصبحت القضايا البيئية من أهم القضايا المتخصصة والتي احتلت اهتمام كبير من قبل المؤسسات العالمية من مثل جمعية الأمم المتحدة، والتي ساهمت في جعل القضايا البيئية ومعالجتها من أولى اهتماماتها وأولوياتها.

وعليه فلقد ساهمت جمعية الأمم المتحدة في توفير الفرص التي من خلالها يتم معالجة المشكلات البيئية على المستوى الدولي ومن ثمَّ الإقليمي ومن ثمَّ المحلي، بحيث يكون ذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات والعناصر أهمها:

تطوير المعالجة الإعلامية للقضايا البيئية:

حيث يقصد بها الخطوة الأولى والتي تساهم في توفير الفرص أمام المؤسسات الإعلامية؛ من أجل تحديد القضايا البيئية ومن ثمَّ التكنولوجيا الإعلامية في معالجتها، كما لعبت القضايا البيئية دور في التأثير على الرأي العام الدولي في ما يخصها، وذلك على اعتبار أنَّ القضايا البيئية تكون مرتبطة بشكل وثيق في الواقع الإعلامي المعاصر، بحيث قد يتم نشر هذه الموضوعات البيئية عبر وسيلة الإذاعة أو من خلالذ1أو القنوات التلفزيونية.

وعليه فلقد لجأت المؤسسات الصحفية إلى استعمال ما يسمى بالإثارة الصحفية، وذلك فيما يخص تناول القضايا البيئية المتنوعة، حيث سعت أيضاً إلى نشر مشاريع بيئية تنادي في القضاء على المشكلات البيئية، بحيث ترعى المؤسسات والدول الصناعية الكبرى هذه المشاريع، وتمويلها بالشكل الكامل دون أن يكون نقص في الحاجات والاحتياجات، كما لا بُدَّ أن تكون مهمة من مثل هذه المشاريع هي البحث عن الموارد الطبيعية، وإعادة تصنيع كل ما هو مستعمل لصالح الصناعات الجديدة.

وبالتالي فلقد لجأت العديد من الوسائل الإعلامية إلى تحديد البرامج البحثية، والتي تهتم بشكل كبير في البحث عن المشكلات البيئية، وعلى الرغم من ذلك فلقد قامت الوسائل الإعلام الأمريكية في تسليط الضوء على القضايا البيئية المهمشة إعلامياً، بالإضافة إلى أنَّها قامت في التوازن البيئي وتكامل الجهود حيالها.

التقنية الإعلامية المستخدمة في الأحداث البيئية:

حيث يقصد بها الخطوة التالية بعد خطوة تطوير المعالجة الإعلامية للقضايا البيئية، حيث تشتمل هذه الخطوة على ضرورة تحديد التقنيات الإعلامية والتي لا بُدَّ من استعمالها في القضاء على المشاكل البيئية المختلفة، حيث تختلف التقنية الإعلامية في معالجة القضايا البيئية من نوع إلى آخر كما أنَّها تنقسم إلى نوعين هما:

تقنية الإعلام الجماهيري:

حيث يقصد بها التقنية التي يتم استعمالها فقط في نطاق الأحداث الإعلامية البيئية ولكنها تتم على مجموعة من المستويات منها:

• المستوى الإخباري: حيث يقصد به المستوى الذي يسعى إلى ربط الموضوعات البيئية الإعلامية بالتغطية الإخبارية، على أن تتم المعالجة والتغطية الإخبارية بشكل أسرع ممّا هو عليه في معالجة الموضوعات الإخبارية العادية، كما قد تتم عبر المؤتمرات الصحفية أو في الندوات البيئية.

• مستوى السعي إلى خلق رأي عام جديد:  حيث يقصد به المستوى الذي يقوم على اختيار القضايا البيئية التي من الممكن أن يتم تشكيل رأي عام عالمي أو محلي حيالها، وذلك من خلال الاعتماد على ما يسمى بالسبق الصحفي أو من خلال الدوافع المهنية، بالإضافة إلى ذلك فإنَّه من الضروري أن يتم في هذا المستوى التأكيد على درجات الإثارة المتحققة من الجمهور المهتم بالقضايا البيئية.

التقنية الإعلامية المتخصصة:

حيث يقصد بها التقنية التي يتم من خلالها معالجة الأحداث البيئية، كما تتم من خلال الاعتماد على المواد الصحفية والمواد العلمية والتي تكون متخصصة في المجالات والأنشطة البيئية، بحيث تسعى التقنية الإعلامية المتخصصة إلى استهداف جمهور متخصص في التعامل مع الموضوعات البيئية، وعليه فإنَّ ذلك قد يتحقق في استعمال الأداة الإعلامية الأكثر تأثير وتناول للمحتويات البيئية من مثل المجلة، وبالأخص المجلات العلمية المتخصصة والتي تعتمد بشكل أساسي على مبدأ ونمط إعلام التحية العلمية.