مفهوم الفيلم التسجيلي:
لقد أشار الباحثين في علم الاتصال والإعلام على أنَّه لا يوجد مفهوم محدد متعلق بالفيلم التسجيلي، حيث ظهرت العديد من المفاهيم التشكيلية فيما يخص الفيلم التسجيلي، ولذا فإنَّ هنالك فرق واضح وكبير ما بين الأفلام التسجيلية والأفلام الوثائقية، والتي تتمثل في قدرة الأفلام التسجيلية على تأسيس الأفكار المتعلقة بموضوع الفيلم بالإضافة إلى استخدامها للطرق الحديثة في معالجة موضوعاتها وأفكارها.
كما عرّف العديد من علماء الاتصال والإعلام على أنَّ الفيلم التسجيلي يقوم بالمعالجة الخلابة والخلاقة للوقائع المتناولة، وذلك على اعتبار أنَّ الفيلم التسجيلي يستند إلى العديد من الركائز منها:
- الطبيعة: حيث يقصد بها الركيزة التي تلعب دور كبير في معالجة الوقائع الطبيعية، وذلك من خلال تقديم كافة مكونات الطبيعة، الظواهر السمعية والمرئية، الحياة الطبيعية الجامدة والحية، بالإضافة إلى تقديمها للعوامل الطبيعية المؤثرة.
- البيئات الاجتماعية والمدنية: حيث يقصد بها الركيزة التي تحدد مجموعة من الأجزاء منها: الحراك الاجتماعي الإنساني، والذي يتمثل في تقديم كافة المستويات المتعلقة بالحراك الاجتماعي الإنساني من مثل، المستويات الاقتصادية، الفنية، السياسية، العلمية بالإضافة إلى مجموعة من الأنماط اليومية والمتعلقة بالحياة.
كما تساهم في تقديم التقاليد، العادات، المعتقدات بالإضافة إلى الأعراف، حيث يلعب الفيلم التسجيلي دور في تقديمها من خلال الاستناد على المعتقدات الأسطورية، المادية والدينية.
- التراث الإنساني: حيث يقصد بها الركيزة التي تقوم على نقل المظاهر الحياتية، سواء كانت إبداعية أو عادية، حيث تساهم في الاستمرار في تقديم تجليات الحياة سواء كانت الثقافية أو الاجتماعية أو غيرها.
- المواقع الأثرية والتاريخية: حيث يقصد بها الركيزة التي تساهم في توفير الأحداث التاريخية، بالإضافة إلى الأنشطة المتعلقة بمجالات البحث، الترميم والتنقيب وغيرها.
- أنماط السلوك الإنساني الفردي: حيث يقصد بها الركيزة التي تساهم في توفير كافة الأنماط الحياتية والسلوكية المتعلقة بالأفراد في الأفلام التسجيلية، حيث تكون في كافة المراحل العمرية، أطفال، كبار سن، مراهقين.
- طريقة معالجة الواقع الموضوعي: حيث يقصد بها الركيزة التي تؤكد على ضرورة استخدام وسيلة التلفزيون من أجل معالجة الموضوعات المقدمة من خلال إعادة تنظيمها، سواء كان ذلك في مراحل التصوير، الإعداد، الإنتاج، التعليق، الميكساج، بحيث يتم وضعها ضمن قوالب إعلامية إبداعية ومؤثرة.
