نبذة عن تزييف الحقائق بالمونتاج
حرصت التشريعات القانونية الإعلامية المتفق عليها في أغلبية دول العالم العربي والغربي على تجنب نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة بشكل قطعي، إلى جانب تزييف المعلومات أو حتى الأخبار بواسطة تقنية المونتاج التي من شأنها العمل على تحقيق العديد من المصالح والتي تتوافق مع سياسة الوسيلة الإعلامية.
فمثلاً نجد أنَّ وسيلة الإعلام” التلفاز” يقوم بإجراء اللقاءات ذات الوقت الطويل والموسع وهذا مع أحد المعنيين بالواقعة على سبيل المثال ومن ثم لا يُعرض إلّا بعد إجراء عمل المونتاج، حيث يقوم المُمنتج باختصار هذا اللقاء اختصار مُخل إلى بعض الدقائق أو حتى الثواني المعدودة فقط.
ومن ثم يتم اختيارها بالطريقة التي يظهر فيها الرفد الذي تم إجراء المقابلة معه تافهاً أو حتى أنَّه خسيساً أو حتى مُخادعاً وهذا على النقيض تماماً من أرض الواقع، لكن تقنية المونتاج من المؤكد أنَّها تعمل على تحويل الفرد ذو الشأن الكبير إلى فرد تافه لا قيمة له.
ما الهدف من تزييف الأخبار
إنَّ الغرض من تحويل الفرد الرفيع الكبير إلى فرد خسيس أو ضعيف وهذا من أجل إثبات صحّة الأمر والمعلومات التي تكون محل خِلاف، حيث أنَّه يتم انتقاء البعض من اللقطات من أحد الزوايا دون غيرها من أجل إثبات هذا، كما وأنَّ بعض الكلمات التي تم وردِها عرضاً ومن ثم بترها أو قصها من المُقابلة يكون هذا من أجل إثبات ما يريد المُقدم للبرنامج أن يعمل على إثباته.
إلى جانب تجاهل ما تبقى من اللقاء وبالتالي العمل على حجبها عن المشاهدين، ويكون هذا الأمر من أجل أن تتوافق تلك الأخبار الكاذبة أو المزيفة مع السياسة التي تتبعها المؤسسة الإعلامية أو حتى التوجهات التي تتبناها، حيث تأتي هذه الأخبار المزيفة فاقدة للموضوعية والإخلاص.
كما وأنَّها قد تنتهي بتقديم بيان عاطفي ومثير وبالتالي يتجاوب مع بساطة وغوغائية ومع عقلية الجماهير بشكل عام، وتهدف أيضاً إلى حشد الرأي العام باتجاه معين يكون مع أو ضد القضية المطروحة، كما وأنَّ هذا التزييف لا يتم فقط على وسيلة التلفاز وإنَّما يشتمل على كافة وسائل الإعلام المختلفة، كالوسائل التقليدية كالصحافة والمذياع، إلى جانب وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية الحديثة والمتطورة.