ما هو تكوين الصورة الذهنية؟

اقرأ في هذا المقال


تكوين الصورة الذهنية:

تتوقف قوة الصورة أو ضعفها عند الأفراد الذين تتكون لديهم؛ بسبب لدرجة الاتصال بينهم وبين المنظمات المختلفة، مدى اهتمامهم بهذه المنظمات، أو تأثرهم بنشاطها وإمكانية التعرف على هذه الصور، ومعرفة التغيرات التي تطرأ عليها رغم أن هذه التغيرات تكون غالباً بطيئة، كما أنه من الطبيعي أن يصعب على الفرد تكوين صورة عن شيء لم يعرفه.
كما أن الصور التي تحدث عن أشياء بعيدة تكون أحياناً ضعيفة ولديها إمكانية للتغير، وقد نشأ الاهتمام بالصور الذهنية في عصرنا هذا من حقيقة مفادها أن الناس يفترض أن تكون لديهم صور صحيحة عن أشياء كثيرة الولايات المتحدة الأمريكية، أو الاتحاد السوفيتي أو الشعوب الأفريقية، أو اتحاد عمال صناعة معينة، أو شركة وقد لا يعرف الناس شيئاً عمّا تقدم ذكره من شعوب أو اتحادات أو شركات أو غيرها.
لكنهم إذا ما استقبلوا معلومات كثيرة عنها وتكونت بالتالي صور معينة في أذهانهم، فإنه يصعب تغيير هذه الصور تغييراً حاسماً في الظروف العادية، فصورة البلاد عند الشعب تكوَّنت نتيجة للدور الذي مارسته لفترة طويلة وسائل الاتصال الجماهيرية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونتيجة للأحداث التي شهدتها المنطقة العربية ونقلتها هذه الوسائل هذه الصورة يصعب تغييرها بين يوم وليلة.
فمن المهم أن يبذل الأفراد جهداً مميزاً؛ لأنهم بمحاولة الانقلاب على قيم اتفق عليها، وقد يؤدي هذا الاستقلال في التفكير إلى الانحراف بهم عن فكر أصدقائهم الذين هم إلى حد ما أصدقاء؛ لأنهم شركاء في نفس التفكير والميول والاتجاهات والمصالح والاهتمامات، لذلك فإن عملية تغيير الصور تكون في بعض الحالات مؤلمة، وقد تحدث صدعاً في العلاقات بين الأصدقاء وقد تؤدي إلى توتر العلاقات بينهم، كما أن بعض الأشخاص في ظروف عمرية أو صحية أو في ظل صراع عاطفي يرفضون أي محاولة لتغيير الصور التي تكونت لديهم، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى التضحية بفقد هؤلاء الذين يلحون عليهم لإحداث التغيير، فالإنسان في أغلب الأحوال يميل إلى التمسك بما لديه من صور، كما أنه يتعصب لهذه الصور ويتحيز لها.
ولا يقبل التعرض لأي رسالة لا تتفق معها، وهذا لا يعني أن الصور التي تتكون في أذهان الأفراد تظل ثابتة في معالمها بلا أي تغيير في مختلف الظروف والأحوال، فالصورة عملية ديناميكية وليست عملية استاتيكية، لذلك فهي لا تتصف بالثبات والجمود وإنما تتسم بالمرونة والتفاعل المستمر، فتتطور وتنمو وتتسع وتتعدد وتتعمق وتقبل التغير طوال الحياة.

المصدر: فن العلاقات العامة،علي عجوة،2008فن العلاقات العامة،محمد عتران،2008العلاقات العامة،سمير حسين،2008العلاقات العامة،شيماء زغيب،2008


شارك المقالة: