دور الإعلام في التفاوض الدولي:
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الوسائل الإعلامية تلعب دور في التأثير على المفاوضات الدولية، حيث تسعى الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها إلى إنشاء العديد من المصادر والأنشطة التي تؤثر على الدبلوماسيين والشخصيات السياسية، بحيث تحدد العمليات التفاوضية ما بين الدول والشخصيات الحاكمة فيها.
وبالتالي يكون من الضروري التركيز على أنَّ الوسائل الإعلامية تعتبر بمثابة أداة دبلوماسية تساهم في خلق الآراء المساندة، والتي لا بُدَّ منها في القضايا الدولية سواء كان ذلك بالتأييد أو المعارضة، كما تعتبر بمثابة طرف من أطراف التفاوض السياسي والدولي، كما قد تعتبر أداة من أدوات الضغط المحلي، وذلك من خلال تسريب وتقديم المعلومات الإعلامية، بالإضافة إلى تناول المحتويات والأخبار الكاذبة.
كما تشتمل الوسائل الإعلامية الدولية إلى الاعتماد على الاستراتيجيات السياسية والدولية، من مثل الاستراتيجيات المتعلقة بالتجاهل الإعلامي، استراتيجيات الاهتمام الإعلامي، بالإضافة إلى الاستراتيجيات المتعلقة بالتعتيم الإعلامي والضغط لكافة الإعلاميين، كما تسعى إلى توفير الفرص أمام الجماهير الدولية إلى توجيهها للعامة، وذلك على اعتبارها أداة من أدوات التلاعب بالاتجاهات والمواقف الدولية والمفاوضات السياسية.
وبالتالي لا بُدَّ من استعمال الوسائل الإعلامية الأكثر أهمية وملائمة للتأثير على الآراء العامة للموضوعات السياسية والمفاوضات الدولية، حيث تسعى إلى تحديد المفاوضات الأساسية والأكثر أهمية إعلامياً ودولياً، وخاصة التي تتم خارج حدود الدول القومية، كما تؤكد هذه الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها على قدرتها على خدمة الأهداف الدبلوماسية، والأهداف السياسية الخارجية، بالإضافة إلى دراسة المجالات السياسية والدعاية الدولية، كما تسعى تكثيف الجهود ودعم الإدارات السياسية، وإدارة الحكم والتي لا بُدَّ منها في إجراء المفاوضات التي تتم في أوقات الحروب والأزمات.
وعليه تنص كافة النظريات الإعلامية التقليدية على قدرة الوسائل الدولية إلى التعامل مع الأهداف الأولية، بالإضافة إلى بناء ودعم ومعالجة المشاكل الدبلوماسية، مع أهمية التركيز على تحديد حجم المسؤولية الواقعة على عاتق الشخصيات الحاكمة، والتي لا بُدَّ من توضيحها للوسائل الإعلامية، والمجتمع الدولي، كما لا بُدَّ من التركيز على ربط العلاقات ما بين الثقافات الإعلامية من جانب وما بين الوسائل والأدوات القانونية من جانب آخر.