دور التلفزيون في تغيير القيم المجتمعية:
تعتبر القيم المجتمعية جزءاً لا يتجزأ من عملية التغير المجتمعي، وبالتالي فإنَّ ذلك مقرون بالمجتمع الإنساني وما وصل إليها من تغيرات ديناميكية، كما أنه لا بُدّ من التركيز على أنَّها ترتبط بالتفاعل مع كافة الأنماط الحياتية بغض النظر عن الاختلافات، سواء كان في القيم أو في الإنسان نفسه.
وعليه فلقد ساهم التلفزيون من خلاله الدور الذي يلعبه في تطوير البناء الاجتماعي، بحيث يرجع السبب وراء ذلك هو القواعد والأنظمة التي تسير عليها المجتمعات منذ القدم، كما ساهم في التغلب على كافة الضغوط المتعلقة بالتغيير القيمي، كما أنه لا بُدّ من التأكيد على الدور الذي لعبته كافة الوسائل الإعلامية، في تكوين الصراع ما بين الجمهور والقيم المجتمعية.
فإنَّ وسيلة التلفزيون سعت إلى تدعيم الاتجاهات والقيم المجتمعية، بحيث يكون ذلك من خلال عمليات التشجيع والتي تتمثل في الالتزام بمجموعة من السلوكيات والتي عن طريقها يتم اختيار المضامين والمواد الإعلامية، التي تتأثر في القيم المجتمعية وتعديلها أو تغييرها من جذورها.
فلقد سعى التلفاز إلى عرض البرامج التي تساهم في تقوية وترسيخ القيم المجتمعية، وذلك من خلال عرضها عبر فترات متكررة بالإضافة إلى تكرار عرض هذه المضامين في اليوم الواحد، وهو ما ساهم في تحويل الاتجاهات المجتمعية والقيم القديمة السائدة إلى اتجاهات وقيم مجتمعية جديدة أو بالعكس.
وبالتالي فلقد لعبت الضغوط الاجتماعية والنفسية، دور كبير في التأثير على النظام القيمي في المجتمع، بحيث ساهمت في توفير الفرص في إمكانية التغيير في النسق القيمي، بالإضافة إلى الاندفاعات المتشكلة عند الجمهور حيال التكنولوجيا وتطوراتها.
كما انه لا بُدّ من التأكيد على أنَّ وسيلة التلفزيون لا تعمل من فراغ بل هي عبارة عن وسيلة يتم التخطيط والتقييم لكافة المضامين التي تعرضها، بحيث لا تقوم على تغيير أو تعديل القيم المجتمعية إلا إذا كانت تتوافق مع السياسات الحاكمة في الدولة؛ وذلك من أجل عدم الوقوع في المسائلة القانونية للوسيلة وللمؤسسة الإعلامية.
حيث تكون عملية التغيير في القيم المجتمعية من خلال الاحتكاك والتفاعل مع الثقافات الأخرى الخارجية، بحيث تتم من خلال استخدام الأساليب والطرق الشرعية، وفي نفس الوقت تكون مقبولة اجتماعياً والتي بدورها تساهم في الانبثاق والتشعب في القيم الحضرية الجديدة.