ما هو دور السينما في تكوين الرأي العام؟

اقرأ في هذا المقال


دور السينما في تكوين الرأي العام:

أول إنتاج سينمائي كان عام 1912، حيث تم إنتاج فيلم لا يزيد طوله عن 12 قدم، ثم تطوَّرت السينما خلال القرن العشرين على النحو الذي أصبحت به السينما صناعة وعلم وفن في آن واحد، حيث غزت الأفلام السينمائية كافة أسواق العالم، كما تُعتبر علم؛ لأنها أصبحت تأخذ بأساليب التقدّم العلمي والتكنولوجي في مجالها وأصبح لها أصول وقواعد علمية يتعلمها القائمون على أمورها. وهي فن؛ لأنها أصبحت تقوم على دراسة الألوان والإضاءة والمؤثرات الصوتية.
ومن منطلق خطوات في مجال التأثير على الرأي العام، فقد أخضعتها كافة الدول وعلى اختلاف أنظمتها السياسية والفكرية إلى صور متباينة من الرقابة؛ حتى لا تشكّل مساساً بالأمن القومي وإخلالاً بالقيم والعادات والتقاليد السائدة ومبادىء الأخلاق العامة. ولأهمية السينما في مجالات الثقافة والإعلام، فقد اهتمت بها كافة الدول كبيرها وصغيرها. وأهمية السينما ودورها الفعّال في مجال التأثير على الرأي العام، من اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية.
ولأن السينما أصبحت حالياً ضرورة لا غنى عنها للجماهير وجزءاً لا يتجزء من حياتهم، حيث تتعامل مع كافة فئات الشعب وتساعد في تكوين الرأي العام والتأثير فيه، فإن الدول المختلفة تحرص على استخدامها في الدعاية الداخلية والخارجية، في استقطاب الرأي العام المحلي والعالمي بالنسبة لمختلف القضايا المهمة، عن طريق إنتاج أفلام تتناول القضايا المجتمعية بإسلوب غير مباشر، من خلال قالب فني درامي وترسم الحلول المثلى لها وتؤثر بالجماهير، دون أن يتناول هذه القضايا بالطريق المباشر الذي يفقدها ثقة الجماهير.
وكثيراً ما تحرص الدول خاصة المتقدمة منها على أن تجعل من السينما وسيلة تربوية ناجحة لتنشئة الأطفال؛ وذلك عن طريق إنتاج مجموعة من الأفلام التي توجه إلى عقول الأطفال، كما تبثّ فيهم القيم والمبادئ الأخلاقية السليمة. وقد اقتحمت السينما أفاقاً رحبة ومتعددة في مقدمتها الميادين العلمية مثل البحار والمحيطات والبراكين وغيرها من الظواهر العلمية.
كما تؤدي السينما أيضاً دوراً مرموقاً في خدمة السلام العالمي، من خلال الأفلام التي تنتجها والتي تصوّر أحوال الحروب وما ينتج عنها من دمار وتخريب وإرهاق للأرواح والاقتصاد، حيث فتحث بذلك الرأي العام العالمي على الوقوف إلى جانب السلام؛ باعتباره الوسيلة المثلى للتقدّم الإنساني وازدهار الحياة.


شارك المقالة: