دور العلاقات العامة في المسؤولية الاجتماعية:
إن المنظمات بمختلف أشكالها تحتاج إلى دعم العلاقة فيما بينها وبين جمهورها الداخلي والخارجي، كذلك تعزيز التفاهم الصادق والمشترك مع ذلك الجمهور، فالمنظمات في الوقت الحالي أصبحت من مسؤوليتها تجاه جمهورها من العاملين والعملاء على حد سواء، زيادة ازدهاره وتطبيق الإشباع المادي والنفسي له من خلال الأعمال، وكل ذلك يعود على المنظمة بالنفع ويدعم تحقيقها لأهدافها.
وتُعرَّف المسؤولية الاجتماعية للمنظمة على أنها العديد من الأفكار العملية التي تتميز بها المنظمة، بشأن الوصول إلى أهدافها بما يلبي مصالحها ومصالح جماهيرها؛ أي ما يُسمّى بالمصلحة المتبادلة مع المجتمع. لذلك فإن الإدارة العليا العاقلة لا تنفي دور إدارة العلاقات العامة ولا تتعامل من هذه الإدارة بمجرد أنها إدارة استشارية، بل أنها تجعلها حلقة الوصل بينها وبين جميع الأفراد الذين يتعاملون مع المنظمة؛ من أجل كسبهم في جميع الأحوال.
وعلى ذلك فإن أعمال العلاقات العامة تدعم المنظمة، من خلال توجيهها نحو معرفة التزاماتها الاجتماعية والوفاء بها، مع إعلام الجمهور بذلك من أجل تكوين رأي إيجابي عن المنظمة ودعمها في تحقيق أهدافها. وإن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمنظمة هو مفهوم اجتماعي شامل، ولا يُعبّر هذا المفهوم عن وظيفة إدارية تخدم مصالح المنظمة وحدها، بل يُعبّر عن نشاط تعاوني منظم ما بين المنظمة والمجتمع يخدم مصالح الطرفين معاً، ويجعلهما شركاء في هذه المصلحة.
وتعتلي المسؤولية الاجتماعية للمنظمة بهذه الطبيعة فوق كل نشاط ولا تمتزج به، وتمس كل نشاط ولا تتداخل معه، فهي إطار إنساني اجتماعي يخدم واقع المنظمة وجمهورها؛ لهذا السبب قام البعض بتعريف العلاقات العامة، على أنها عبارة عن المجهود المخطط للتأثير في الرأي العام، عن طريق الأداء المسؤول اجتماعيًّا والمقبول في نفس الوقت والقائم على الاتصال المتبادل الذي يحقق رضاء كلا الطرفين.
فالمسؤولية الاجتماعية تُعدّ من أبرز أشكال تأييد علاقة المنظمة بالمجتمع، التي تُعتبر من أهم المداخل العامة الجيدة مع المجتمع . وإن منظمات الأعمال لابد وأن تترك انطباعاً لدى جمهورها بأنها جديرة بالثقة بها. والذي من الممكن أن يساعد المنظمة على تحقيق الفائدة القصوى من بيئة عملها، فانعدام الثقة بشكل كلي أو جزئي بين منظمة الأعمال وجمهورها.