دور العلاقات العامة في المنشآت المالية:
يتسابق اهتمام المؤسسات المعاصرة بممارسة وظيفة العلاقات العامة خلال السنوات الأخيرة، ولم يَعُد من الممكن إغفال هذه الوظيفة في الهيكل الإداري لأي مؤسسة رغم اختلاف درجة الاهتمام بها، وإدراك مفهومها الحقيقي بين مؤسسة وأخرى أو بين دولة وأخرى، وإذا كان من المُسلَّم به أن العلاقات العامة ظاهرة اجتماعية حتمية ارتبط ظهورها بنشأة المجتمعات الأولى، فإنه من الثابت أيضاً أن ممارسة هذه الوظيفة خلال العصور الماضية لم تخضع للتقنين العلمي.
فقد قامت العلاقات العامة خلال مراحل التاريخ المختلفة على المهارة الشخصية لممارسيها، والتي كانت تنجح حيناً وتفشل أحياناً وقد كان للجهود الكبيرة التي أنجزها علماء العلاقات العامة أيفي لي وإدوارد بيرنيز وجورج كريل وبول جاريت وغيرهم من الروّاد الأوائل للعلاقات العامة، في الولايات المتحدة الأمريكية خلال النصف الأول من هذا القرن الأثر البالغ في إرساء قواعد المهنة والتمهيد لمرحلة التقنين العلمي لها.
وقد انتقلت الدراسة العلمية للعلاقات العامة من الولايات المتحدة الأمريكية، مع مطلع النصف الثاني من هذا القرن إلى بعض الدول الأوربية بدرجات متفاوتة الاهتمام، كذلك انتقلت في نفس الوقت إلى بعض دول العالم في القارات الأخرى ومن بينها مصر، وقد تصاعد الاهتمام بدراسة وممارسة العلاقات العامة في مختلف الدول خلال العقدين الأخيرين نتيجة للتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي أعـقب التحرر من سيطرة الاستعمار في دول العالم الثالث.
وفي المجال التطبيقي ورغم انتشار الدراسة العلمية للعلاقات العامة في عدد كبير من دول العالم، إلا أن الممارسة العلمية للمهنة مازالت تواجهها العديد من الصعاب، فالإعداد العلمي للمشتغلين بها لا يزال في بدايته بالنسبة لبعض الدول، كما أن سيطرة غير المتخصصين على أجهزة العلاقات العامة في بعض المؤسسات يشل فاعلية الجهاز، حتى ولو كان فيه بعض المتخصصين.
ويضاف إلى هذين العاملين غياب المفهوم العلمي للعلاقات العامة، عند رجال الإدارة العليا في بعض المؤسسات في بعض الدول؛ ممّا يؤثر على استجابة هذه الإدارة لدعم أنشطة العلاقات العامة وتأييدها، وبالرغم من وضوح مفهوم العلاقات العامة لدى القيادات الإدارية في مصر، فإن نقص درجات الأهمية الخاصة بأوجه النشاط الموجهة إلى الجمهور الداخلي للمنشآت بالقياس إلى درجات الأهمية الخاصة الموجهة إلى الجمهور الخارجي، تعكس النظرة غير الصحيحة إلى مسار جهود العلاقات العامة وأولويات توزيع هذه الجهود.