دور رجل العلاقات العامة في تطبيق إدارة المعرفة:
إن من أهم مدعّمات نجاح المؤسسات هو قدرتها على اللحاق بأحدث المتغيرات، والحفاظ على قدرتها على المنافسة والبقاء في السوق في ظل الثورة التي يشهدها عصر تكنولوجيا المعلومات، فقد أدى التراكم الهائل للمعلومات وسهولة الحصول عليها إلى وجود وظيفة مهمة إلى تنظيم و إدارة هذه المعلومات، وعلى المنظمات أن تبذل رصيدها كاملاً من الذكاء الجماعي للاستفادة القصوى منها في الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للمنظمات، واستخدامها لمساندة صناعة القرار.
ورغم ازدياد الاهتمام بإدارة المعرفة، إلا أنه لا يوجد مصطلح معين لها وتوصف بأنها هذه العمليات التي تسمح للمنظمات على ببناء المعرفة، واختيارها وتنظيمها، واستعمالها، ونشرها، ويتم تغيير المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المنظمة والتي تعتبر ضرورية للأنشطة الإدارية المختلفة كاتخاذ القرارات، حل المشكلات، التعلّم والتخطيط الاستراتيجي. وهذه العملية التي تقوم المؤسسات من خلالها بإيجاد قيمة من عناصرها الفكرية المبنية على المعرفة من أجل التوصل لأفضل الممارسات.
ويقوم مصطلح إدارة المعرفة بإتاحة المعلومات وإعطائها لجميع العاملين في المنظمة، والمستفيدين من خارجها، حيث يقوم على الاستفادة الكاملة من المعلومات الموجودة في المنظمة، والخبرات الفردية الكاملة في عقول موظفيها، لذا فإن من أهم مميزات تطبيق هذا المفهوم هو الاستثمار الأمثل لرأس المال الفكري، وتحويله إلى قوة إنتاجية تسهم في تنمية أداء الفرد ورفع كفاءة المؤسسة.
حيث أن العالم أصبح يتعامل بشكل واضح مع صناعات معرفية، تكون المعلومات والبيانات موادها الأساسية والعقل البشري أداتها، إلى حد أصبحت المعرفة العامل الرئيسي للنظام الاقتصادي والاجتماعي المعاصر. وممّا لاشك فيه إن تقنية المعلومات تلعب دوراً محورياً في برامج إدارة المعرفة، من خلال قدرتها على تسريع عملية إنتاج ونقل المعرفة، وتساعد أدوات إدارة المعرفة في جمع وتنظيم معرفة الجماعات من جعل هذه المعرفة متوفرة، وذلك عن طريق المشاركة.
فالمعرفة هي معلومات واضحة ويمكن إثبات مقدرتها على دعم وتأييد الفعل، فيما يكون الفعل والعمل تطبيقاً لها. والمعرفة تُعتبر هي القدرة الكاملة على ترجمة المعلومات إلى أداء لتحقيق مهمة محددة وواضحة، أو إيجاد شيء محدد وصريح، وهذه القدرة لا تكون إلا عند البشر ذوي العقول والمهارات الفكرية.