دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية:
تلعب الوسائل الإعلامية دور كبير في التنشئة الاجتماعية، حيث لعبت دور في توجيه سلوك الأفراد، بحيث يكون ضمن سياق معين؛ ممّا تجعلهم قادرين على اكتساب المعلومات والمعارف حول القضايا المطروحة، كما ساهمت معظم القطاعات سواء كان في قطاع علم النفس وعلم الاجتماع، والتي بدورها ساهمت في دراسة الأفكار الفردية.
وبالتالي فإنَّ وسائل الإعلام تعتبر جزء لا يتم الاستغناء عنه في وقتنا الحالي، حيث يلعب دور في التأثير على طرق تفاعل الأفراد مع البئية المحيطة بهم، كما قامت وسيلة المطبوعات، والتي تشتمل على الصحف، المجلات، أي الوسيلة المكتوبة في استخدام الصور والألوان والتي من شأنها أن تؤثر على مجتمع بأكمله.
حيث تم استخدام الصحافة المكتوبة في التأثير على فئة الأطفال وخاصة في فترة تعرفهم على الاشياء واكتشافها، كما ساهمت في تطوير ملكة الكتابة والقراءة لديهم، بالإضافة إلى أنَّها ساهمت في التأثير على التنشئة الاجتماعية، وذلك من خلال التعرف على الأخبار، وتصفحها، مع أهمية استخدام الأساليب اللغوية المناسبة.
كما تعتبر وسيلة الإذاعة، من الوسائل السمعية الأكثر تأثير من الوسائل الورقية في مجال التنشئة الاجتماعية، ويتمثل ذلك من خلال وجود هذه الوسيلة في كافة الأطراف المحيطة بالفرد، سواء في السيارة، المنزل، المقاهي وغيرها، كما أنَّها تلعب دور في التأثير على طريقة تفكير الأفراد.
أما بالنسبة لوسيلة التلفزيون، فلقد حصلت على أعلى المستويات في التأثير على المجتمع، كما قامت بتبادل المعلومات من خلال استخدام الصوت والصورة معاً، وهو ما ساهم في تغيير المواقف والاتجاهات حيال المواضيع المتناولة أو الشخصيات البارزة، كما قامت بترسيخ معظم القيم وإزالة الأخرى، ذات التأثير السلبي على المستوى الفردي والمستوى المجتمعي بأكمله.
وبالتالي فلقد قامت الوسائل الإعلامية في الضبط الاجتماعي، وذلك من خلال تشكيل رأي عام موحدة سواء كان ذلك تجاه موقف، حدث، فهي بذلك تصبح جزءاً لا يتجزأ من الثقافة المجتمعية، بالإضافة إلى أنَّها تقوم بضبط المفاهيم التي تكون غير مستندة على معايير، فهي بذلك تهدد نسق المجتمع القيمي والأخلاقي، وعليه فإنَّ معظم الدراسات الإعلامية تؤكد على ضرورة تشكيل التفاعل الواعي مع الوسائل الإعلامية بكافة أشكالها بحيث يكون من قبل المجتمع، وبالأخص من قبل الأسرة.