مفهوم ائتمان الصحفيين على الأسرار العسكرية:
حيث يقصد به السلامة العامة للصحفيين وأرواحهم والتي تسعى المؤسسات الإعلامية إلى وضعها؛ وذلك من أجل الائتمان على حياة المراسلين الحربيين بحيث يكونوا عرضة للموت أو الرهن أو غيرها من الظروف التي قد يتعرّض لها.
وعليه فإنَّ المؤسسات الإعلامية والجهات العسكرية تسعى إلى تأمين العاملين معهم على كافة الأسرار العسكرية والتي بدورها تهدد حياة المراسل الحربي، حيث تعتبر هذه الأسرار بمثابة معلومات خطيرة ومهمة على الصعيد العسكري الدولي.
وبالتالي فإنَّ الرقابة العسكرية والتي يتم فرضها على المراسلين وكافة الأقسام الصحفية الأخرى من أهم الخطوات التنفيذية؛ من أجل المحافظة على البيانات العسكرية الإعلامية والتي لا تكون صالحة من أجل النشر، حيث تعبّر هذه المعلومات عن السلامة العامة للدولة.
وعليه فلقد أشار الباحثين في علم الاتصال والإعلام إلى أنَّ الصحافة والمؤسسات الإعلامية الأخرى حرة، دون أن يكون هنالك رقابة مفروضة على المواد الصحفية، حيث تعتبر لحرية من أهم المبادئ الأساسية في العمل الصحفي، ولكن شرط أن تكون هذه الحرية مرتبطة بالمصالح الوطنية، بالإضافة إلى المصالح الشعبية والمجتمعية.
كما تتم عملية الائتمان على المراسلين الحربيين وذلك من خلال فرض رقابة عسكرية على المحتويات المتعلقة بالشؤون العسكرية أو الحربية، حيث تم فرض أول رقابة عسكرية في العالم عام 1864، وذلك في الحرب الأهلية الأمريكية.
وبالتالي فإنَّ المؤسسات أو الجهات الإعلامية تسعى إلى توفير السبل التي من خلالها يتم نشر كافة الوقائع المنهية، حيث لا تشير من مثل هذه الوقائع إلى التفاصيل المتعمقة بالتصريحات التابعة للقوات المسلحة، كما ساعدت الرقابة العسكرية على ظهور ما يسمى بالرقابة التلقائية الصحفية.
حيث تعتبر الرقابة التلقائية من أهم أنواع الرقابة التي تقوم بها المؤسسات الإعلامية حيال الموضوعات الإعلامية التي تصل إليها من قبل المندوبين أو المراسلين الصحفيين، بغض النظر عن طبيعة ونوع المحتويات.
كما ساهمت الرقابة العسكرية على ظهور ما يسمى بالرقيب الحربي، حيث يقصد به الشخص الذي يسعى إلى تقديم المعلومات المتعلقة بالأزمات العسكرية الداخلية للمؤسسات الإعلامية التي يعمل بها، حيث يحظر عليه تقديم التفاصيل المتعلقة بالقوات العسكرية، وذلك على اعتبار أنَّ هذه التفاصيل تعتمد بشكل كامل على عملية التكتم على الأسرار العسكرية.
