تعتبر الدراما الإذاعية من الفنون التي من الممكن استعمالها في المؤسسات الإعلامية بشكل عام وفي المؤسسات الإذاعية والتلفزيونية بشكل خاص، كما وتعتمد الدراما الإذاعية على مجموعة من المقومات التي يتم بواسطتها الوصول إلى شكل درامي يسعى إلى جذب انتباه واهتمام الجمهور المستمع؛ من أجل استكمال مشاهدة العمل الدرامي.
مفهوم الدراما الإذاعية
يشير مفهوم الدراما الإذاعية إلى تلك الفنون المعتمدة على شروط يتم بواسطتها تحديد أشكال البرامج التي من الممكن استعمالها داخل المحطات الإذاعية، لذا سعت المؤسسات الإذاعية إلى تحديد أسس كيفية إنتاج الدراما الإذاعية من خلال الاعتماد على بعض المناهج العلمية والنظرية التي تم دراستها وفقاً للأبحاث في مجال المؤسسات الإذاعية.
على أن يتم بواسطة الدراما الإذاعية تحديد قدرة توظيف الوظائف الرئيسية المساهمة في التعبير عن العواطف الإذاعية وكيفية تطوير العقدة في داخل الدراما الإذاعية.
مقومات الدراما الإذاعية
لا بُدَّ من التركيز على أنَّ الدراما الإذاعية تعتمد على المقومات التي تم اعتمادها من قبل السياسة الإعلامية في المحطة الإذاعية، بحيث لا تختلف اختلاف كلي عن الدراما المستخدمة في وسيلة التلفزيون إلا أنها تساعد على تحديد مفهوم واضح للمضمون الدرامي الذي يساعد على تحديد بعض العناصر الرئيسية والثابتة المساهمة في تطوير الأعمال الدرامية في المحطة الإذاعية، على أن يتم الاستفادة من خصائص وسمات المحطة أو وسيلة الإذاعة.
وبالتالي فقد ساهمت المؤسسات الإذاعية في تحديد بعض الأقسام المساهمة في المناقشة الخصوصية التي يتم بنائها في داخل الدراما الإذاعية، على أن تكون ذات قدرة على تحديد مقوماتها بشكل يركز على أهم الجوانب أو الزوايا المعتمدة على اعتبارات أساسية في خلق نشاط درامي يسعى إلى تشويق الجمهور المستمع، ومن أهم المقومات:
المقوم الأول
حيث يشير هذا المفهوم إلى الحدث أو الحكاية والذي يسعى إلى إنشاء مجموعة كبيرة من الأحداث الجزئية التي تتطلب من الكاتب الإذاعي تحديدها بشكل يحقق الترتيب النسبي لكافة الأنشطة الدرامية المقدمة داخل المحطة، كما يجب أن تكون ذات نهاية قادرة على تقديم نتيجة مقنعة وطبيعية للجمهور المستمع.
بالإضافة إلى قدرة الحكاية أو الحدث إلى تقديم مجموعة من الحوارات أو المنتديات التي تساعد مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الأسرية في إعادة ترتيب وتأليف بعض الأحداث التي قد يتم بواسطتها الوصول إلى نتائج ذات إيجابية وفعالة داخل المجتمع.
مع أهمية التطرق إلى كتابة الحدث أو الحكاية بشكل يعبر عن المادة الرئيسية في الأعمال الدرامية وكيفية رؤيتها بشكل يسهل عملية إنتاج الأفكار الإذاعية الواضحة داخل العمل الدرامي.
وبالتالي فقد سعت المؤسسات الإذاعية إلى تحديد الوقت الذي من الممكن أن يقوم الجمهور الإعلامي المستمع في تلقي المادة الدرامية واستيعابها، على أن تكون ذات قيمة إنسانية كبيرة، مع أهمية تقديم الحقائق الموضوعية والمصداقية سواء كانت قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية أو ذات أفكار تثير العواطف الواضحة بالنسبة للجمهور.
المقوم الثاني
حيث يشير المقوم الثاني إلى الشخصيات التي تعتمد عليها المؤسسات الإذاعية، وذلك على اعتبار أنها من أهم العناصر المساهمة والمؤثرة في أشكال الدراما الإذاعية بشكل عام، بحيث تكون هذه الشخصيات قادرة على التعبير عن المعاني أو الأفكار بطريقة تناسب الصراعات الدرامية سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو فنية>
مع أهمية التعرف على بعض التصرفات أو الممارسات التي يتم بواسطتها قيام الشخصيات المعبرة عن الأعمال الدرامية، وذلك من خلال طرق تخلق شخصية ذات قوة كبيرة قادرة على تقديم الملاحظة أو التخيل.
المقوم الثالث
حيث يقصد به المقوم الذي يساهم في رسم دقيق للشخصيات المساهمة في إثراء العمل الدرامي في المحطات الإذاعية، على أن تكون الشخصيات قادرة علي إجراء بعض التطورات التنموية المرتبطة في الصراعات الداخلة في الدراما أو في النص الدرامي، فقد يتم تحديد بعض الأبعاد سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو جسمية وغيرها.
بحيث تشير الأبعاد الجسمية إلى المظاهر المتعلقة بالسن أو الجنس وغيرها، أما الأبعاد الاجتماعية فهي تشير إلى الأعمال الوظيفية وغيرها، أما فيما يتعلق في البعد النفسي فهو يركز على الدوافع والغرائز المرتبطة بالشخصية.
المقوم الأخير
حيث يقصد به المقوم النهائي الذي يركز على ضرورة الوصول إلى النتائج النهائية؛ من أجل إنشاء عمل درامي إذاعي ذا أهمية وقدرة على تجسيد الشخصيات أو الملامح أو المعالم أو الأبعاد المرتبطة بالشخصيات أو في النص الدرامي، والعمل على تقديم كافة الجوانب، مع أهمية التعرف على بعض الحركات أو الإيماءات التي تساعد على تقديم رؤى إعلامية وإذاعية متكاملة من كافة النواحي.
