الأهداف المشتركة التي تسعى لها العلاقات العامة والتسويق:
يوجد بعض الفروق بين العلاقات العامة والتسويق، ومن المعروف أن التسويق يتحكّم في وسائله وأساليبه ورسائله التي يوجهها إلى جمهور المستهلكين والتجار، بينما هذا التحكّم لا يحدث في العلاقات العامة، وهذا الخلاف يجعل رجال التسويق متشككين في النتائج التي يمكن أن تحققها العلاقات، التي بها تخدم الأغراض الرئيسية للتسويق في مواجهة الجماهير التي يعمل معها.
وهُنا تستطيع العلاقات العامة أن تقدّم رسائلها من خلال وسائل الاتصال الجماهيرية، بالكيفية التي تحقق لها الأفضلية على سواها والجاذبية لمضمونها؛ ذلك لأن ما يهمّ العاملون في هذه الوسائل أن يجدوا مادة صحفية وإذاعية صالحة للنشر أو الإذاعة، مثل النشرات الصحفية التي تصدرها العلاقات العامة في فترات مختلفة، وترسل بها إلى المؤسسات الصحفية والإذاعية، فقد تبيّن من الدراسات العلمية أن معظم هذه النشرات لا تلقى اهتماماً من العاملين لأسباب كثيرة.
وقد نجد أن هناك عدم وجود فهم متبادل بين الممارسين في كل من العلاقات العامة والتسويق، فهناك نقص واضح في المعلومات المتبادلة والتي يعرقلها كل فريق منها عن الآخر. ولكي يتحقق هذا الفهم المتبادل بين الطرفين على أساس من توفر المعلومات الصحيحة، فعلى ممارسون العلاقات العامة أن يعرفون الكيفية التي يدعمون بها هذه الخطة بدون أن يتدخلوا في أساليب تنفيذيها.
كما يجب أن يتعرَّف الممارسون للتسويق على أساليب العلاقات العامة، كذلك أن يتعلموا كيفية الاستفادة منها داخل إطار الاعتراف بطبيعة الرسائل في العلاقات العامة، التي لا يسهل السيطرة عليها والتسليم بما يصل إليه ممارسون العلاقات العامة، سواء من حيث الكمية التي يختارون بها معلوماتهم أو الأساليب الذي يعرضون به هذه المعلومات من ناحية أخرى، كما يجب أن يكون هناك طرف ثالث يكون وصياً على نشر المعلومات من خلال وسائل الاتصال الجماهيري.
حيث تقوم الإدارة العليا في كل منظمة بالإسهام في تحقيق هذا الفهم المتبادل بين الطرفين؛ من خلال إحداث التوازن بينهما، كذلك من خلال إقناع كل طرف بأن يبذل كل ما يستطيع من جهود سوف يكون له تقدير منها، أيضاً من خلال وضع ممارسين للعلاقات العامة في المكانة الصحيحة داخل الأجهزة التي تطور برامج التسويق وتنفيذها.