البحوث السببية المقارنة في البحوث:
تُستخدم الدراسات المقارنة عندما يلجأ الباحث إلى الموازنة، أو المضاهاة بين حالتين مختلفتين جوهرياً أو أكثر، وتحدثان في السياق الطبيعي، وعلى الرغم من أن الدراسات المقارنة تعود بأصها إلى آلاف السنين؛ إلا أننا نستيطع القول من منظور حديث إن علم المقارنة تم استخدامه في الدراسات السببية المقارنة، لتخطي الصعوبات التي تواجه بعض البحوث والمناهج في الدراسات الإعلامية.
وكذلك لمعالجة القصور خاصة البحوث التجريبية، حيث يتبيَّن أن بعض الدراسات الإعلامية لا يمكن دراستها باستخدم المنهج التجريبي؛ نظراً لتشابك المتغيرات التي تؤثر في حدوث بعض الظواهر؛ ممّا يقلل من إمكانية ضبط العوامل اللازمة لدراسة علاقات السبب والأثر في بيئة مُصنَّعة، وبالتالي تحاول الدراسات السببية المقارنة تفسير كيف ولماذا تحدث الظاهرة، حيث تهدف الدراسات السببية أساساً إلى فهم أي المتغيرات يعتبر السبب المتغير والمستقل، وأيَّهمها يُعتبر النتيجة المتغير التابع، لظاهرة معينة.
وتحاول دراسات المقارنة التوصيل إلى إجابات عن المشكلات خلال تحليل العلاقات السببية، فيبحث عن العوامل التي ترتبط بوقائع وظروف أو أنماط سلوك معينة؛ وذلك لأن الباحث يجد أنه من غير العملي في كثير من الحالات أن يعيد ترتيب الوقائع والتحكم في وقعها، والطريقة والطريقة الوحيدة المتوفرة لديه هي تحليل ما يحدث فعلاً لكي يتوصل إلى الأسباب والنتائج. وتُسمَّى هذه الدرااسات أحياناً بالدراسات الاسترجاعية التي تدرس أثر المتغير المستقل، بعد أن يكون هذا الأثر قد حصل فعلاً؛ وذلك من خلال استرجاع علاقتها أو أثر في المتغير التابع الذي يقوم بتتبعه.