التطورات الاجتماعية التي أدت الاهتمام بأنشطة العلاقات العامة:
هناك تطورات وتغيرات اجتماعية أدت إلى المزيد من الاهتمام بأنشطة العلاقات العامة وممارساتها، كالحرب العالمية الأولى سنة 1914 وما حدث خلالها من اتهامات للمشروعات الاقتصادية، بأنها كانت وراء آلاف الضحايا الذين سقطوا خلالها. والأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1939 وما صاحبها من مشكلات عمالية واستهلاكية، ممّا أتاح الفرصة لتعميق الثقة بين والمشروعات الاقتصادية، على أساس أن هذه المشروعات تقف وراء النصر.
ويٌضاف إلى ذلك العلاقات المستمرة بين المؤسسات المجتمع الواحد والمجتمعات الدولية كلها، بزيادة الاعتماد المتبادل بينها والاتجاه نحو الإقناع لتحقيق المصالح الخاصة والقومية بدلاً من العنف والتهديد، كذلك الاعتراف ببعض المبادئ الاجتماعية السامية كحقوق الإنسان؛ وكلّها تطورات وتغيرات تُعطى لأنشطة العلاقات العامة وممارساتها مزيداً من الأهمية والحيوية، سواء على مستوى المجتمع أو الجمهور أو الدولة كلَّها.
ونجد أن تطورات وتغيرات تعطي لأنشطة العلاقات العامة وممارساتها مزيداً من الفاعلية والتأثير، في مواجهة الرأي العام، كتزايد الاهتمام بالتعليم وبكل ما يعنيه من التعامل مع الجماهير والتأثير عليهم. وتطورات نتائج العلوم الاجتماعية بكل ما وفرته من فهم أفضل لطبيعة الفرد والجماهير التي ينتمي إليها ومن أساليب الوصول إلى النفس، القلب، العقل، حيث أعطت لخبراء العلاقات العامة قدرات أكبر لم تكن متوفرة من قبل.
وعلى ضوء تلك التغيرات، التطورات، المستجدات، التي حدثت خلال الفترة التي تقع ما بين بداية الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، حيث بدأت تنمو قواعد توصيفية للعلاقات العامة. والتوصيف هنا يعني أن هذه القواعد التي وضعت للعلاقات العامة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن، ليست إلا توصيفاً لواقع الأنشطة والممارسات التي قامت عليها منذ نشأتها، كما طبقت وتطبق في المنظمات الأمريكية كلها بصفة عامة.
ومن هُنا، فإن القواعد التي تقوم عليها العلاقات العامة على تجارب الواقعية لها، ليس على ما يجب أن تكون عليه بمعنى أنها قواعد توصف ما يحدث وليست قواعد تُتقن لما يجب أن يحدث. وهذه الحقيقة تُشكّل مضموناً للأسباب التي من أجلها كانت نتائج العلاقات العامة ضعيفة في مواجهة التطورات والتغيرات المعقدة، التي حدثت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة على مستوى المجتمعات الدولية كلها بصفة عامة.