خصائص تشكل وتطور سوق العلاقات العامة:
يُشكّل سوق خدمات العلاقات العامة ويرافق عادة في بعض الدول خصائص تتضمن عدة عوامل، واستخدمت العلاقات العامة أو العلاقات الاجتماعية كما كانت تسمى في العهد السوفييتي لمواجهة نشاطات رأس المال، وشملت لمدة طويلة التسويق ونمو العلاقات الديمقراطية وإقامة آليات السوق، ولكن مع ظهور الاحتياجات الاقتصادية والسياسية أخذت العلاقات العامة تنمو بصورة سريعة.
ومنذ تسعينات القرن العشرين بدأت بالظهور الكثير من المتخصصين في العلاقات العامة في موسكو، ووجدت بعدهم وكالات محددة بتقديم خدمات العلاقات العامة، على المستوى المهني المحترف وقامت كلها بدراسة آليات عمل العلاقات العامة في الدول الغربية، وأخذت بالنتيجة إلى أن استعمال العلاقات العامة من دون النظر بعين الاعتبار العوامل المحلية لكل دولة.
ولهذا بدأ من منتصف تسعينات القرن الماضي، وجرى إعداد قاعدة نظرية وعملية لنموذج العلاقات العامة، الذي يصلح للعمل في الدول الاشتراكية السابقة ورافقها ظهور عدد من الدراسات والمؤلفات نشرت في عدد من الكتب التعليمية المترجمة، وتُعد من أفضلها مرجعية كانت أبحاث سيم بليك؛ حيث انتشر ظهورها في روسيا أولاً ومن ثم شاعة في الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى، وعي وفهم لوظيفة العلاقات العامة، وجوهر نشاطاتها.
وعلى ما يبدو تابعها الخروج عن مبدأ كتابة مواد الإعلانات، ونشرها في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية وقامت وكالات العلاقات العامة عملياً بتوسيع قائمة خدماتها، وتضمنت إعداد المبادئ الاجتماعية المهمة من حيث أهميتها للجهات المحددة وتكوين سمعة جيدة للبضائع، ورفع درجات أداء القيادة العليا لوظائفها والتحضير للعمل المتبادل مع وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية القيام بأبحاث عن الأجواء الاجتماعية والسلوكية للعاملين إدارة الأزمات.
وأظهر هذا حدوث تحول جذري في الاهتمام بتدفق الاتصالات الخارجية، وتابعت نشاطات العلاقات العامة على كامل الأصعدة الاتصالية مع الوسط الخارجي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والعمل المتبادل مع الأوساط الداخلية. ويحتوي على تدفق المعلومات تحرك العلاقات العامة نحو الآفاق الأفقية، وكان من الضروري تقديم كل تلك الجوانب ضمن قوائم أنشطة العلاقات العامة المحترفة.
ومن المتعارف عليه أن أنشطة العلاقات العامة في الاتحاد السوفييتي لم تحصل على انتشار بين وكالات العلاقات العامة الدولية لعدة أسباب، وارتبط ذلك بمستوى الأجور المرتفعة وبالدولار، مع سيطرة الخصائص القومية المحلية لكل جمهورية من الجمهوريات السوفييتية السابقة، آخذين بعين الاعتبار أنه كان من الضروري حلَّها بواسطة نظام الوكالات الإقليمية.
كما ظهر لجوء الكثير من السياسيين والشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال في هذه الدول لخدمات المتخصصين الغربيين، ومن الأمثلة على ذلك أثناء ما حدث خلال حملة انتخابات الرئيس وأعضاء البرلمان الحكومي في روسيا وحصلت العلاقات العامة على تقدم واسع في موسكو، ولكن لم يحصل دورها على حق تقديره في غيرها من المدن السوفييتية السابقة.
واستخدم رجال الأعمال وقادة المنظمات غير التجارية العلاقات العامة كنمط من أنماط العمل مع الصحافة، والعمل من خلال الإعلانات المقنعة وكان سبب عدم تقدير مهمة العلاقات العامة، وعدم قدرة أكثرية المتخصصين بالعلاقات العامة على تأمين راجع الصدى، وتقدير أنشطة المتعاملين معهم، وعدم كفاية الدعم المعلوماتي الاستراتيجي الذي رافقه عدم إمكانية العمل في هذا المجال، وكل هذا كان يتطلبه لتطوير العلاقات العامة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، لإيصالها إلى الصورة المطلوبة كنشاط من أنشطة أية جهة محددة، قائمة على الخبرات المتراكمة في الدول الغربية وفي الإطار المحلي.