مخاطر الاتصال القائم على الإقناع:
النتيجة الأولى:
إن تقيّد أي شخص أو أي جماعة لخطاب مبني على أسس ظنيّة، سوف يخلف إخلالاً في قدرة الأفعال التي تهتدي به على تحقيق الأهداف المرجوَّة. وهو ما يعني حدوث خسارة ما في تحقيق الأهداف التي يصبو إليها، على قدر ما يوجد فيه من خلل أو قصور.
مثال عندما نقوم بوضع مخطط لإقامة مشروع ما، سوف نُخفق في تحقيق الأهداف النهائية من هذا المشروع على قدر ما يوجد في هذا المخطط من أخطاء وخلل. وكلَّما كبرت الأهداف كلّما عظمت الخسارة التي تُصيب مُعتنق هذا الخطاب.
النتيجة الثانية:
أي خطاب ظنّي لا يمكن أن يقيّد بما يطرحه من أفكار أو أحكام؛ للتعاطف مع القضية التي يتصدّى لها وكل من يتعرّض له، فإن ذلك يفتح باباً للاختلاف حول تصورات أو أحكام هذا الخطاب. وهذا يدفع المنافسين لطرح خطابات مُغايرة وربما مخالفة لهذا الخطاب.
النتيجة الثالثة:
أي خلل أو أي قصور في أي من الخطابات يبنى على أسس ظنية، يكون كبيراً إذا كان يعالج أمور كبيرة. وهو يُخلف خللاً وقصوراً ويؤثر على كل الخطابات الفرعية التي تبثق عن هذا الخطاب المختلّ. ورغم ما في أصول هذه الخطابات من خلل، إلا أنك نجد من يتمسّك بها ويعتقد أنه يمتلك الحقيقة المُطلقة.
النتيجة الرابعة:
تُفسّر لنا هذه النتيجة الاعتقاد بين أتباع أي خطاب، في سلامة ويقينية الخطاب الذي يتمسكون به، على الرغم من قصور الأسس التي يستند عليها هذا الخطاب. وإذا كان ثمَّة خلل في أي من المُقدمات التي ينبني عليها حكم ما، أو في عمليات الانتقال من هذه المقدمات إلى ذلك الحكم، فمن الطبيعي في هذه الحالة أن نكون بين خيارين هما إمّا قبول هذا الحكم أو رفضه.
النتيجة الخامسة:
إذا ما تحققت سيادة الخطاب ما من خطابات المختلفة في أرض الواقع العملي، فإن هذا الخلل سوف يحقق منافع للفئة التي تمتلك مقاليد الأمور في المجتمع الذي يعمّ به هذا الخطاب. وهذا يكون على حساب باقي الفئات الأخرى، كذلك هذا ما يجعل هذه الفئة تسعى للدفاع عن الخطاب. وإذ تعرّض لأي نقد قد يصل الأمر إلى العقاب المادي والمعنوي بكل من تسوَّلت له نفسه في نقد أو التشكيك بالخطاب أو الخروج عن فكرته.