مهارة إشراك الجمهور في النقاش التي يمتلكها رجل العلاقات العامة:
حتى لا يكون الجمهور مستمعاً سلبياً طوال الوقت، وحتى لا يشعر بالملل أو ينصرف بعيداً عن مضمون الرسالة، يتعمَّد مسؤول العلاقات العامة إلى إشراك الجمهور في الحديث، من خلال ما يوجَّه إليه من أسئلة أو إشارات تُشجّعه على الحوار. وتعتبر مهارة إشراك الجمهور في الحديث من المهارات الاتصالية الهامة التي تمكن مسؤول العلاقات العامة من جذب انتباه الجمهور وإثارة اهتمامه، والتعرف على ما لديه من معلومات وآراء واتجاهات حول الموضوع.
كذلك التعرف على مدى فهمه واستيعابه للمعلومات التي يقدمها، ومدى تقبله أو عدم تقبله للطريقة التي تقدم بها المعلومات، ورجل العلاقات العامة الناجح هو الذي يوازن بين ما يقدمه من معلومات، وبين ما يسمح به للجمهور من مشاركة؛ بحيث لا تطغى إحداهما على الأخرى، فلا هو يتحدث كل الوقت بما لا يترك مجالاً لمشاركة الجمهور للتعبير عن رأيه وإظهار موافقته أو رفضه، ولا هو يدع الجمهور يشارك كل الوقت بما يفقد الموضوع تسلسله وترابطه ويبعده عن هدفه الرئيسي.
وفى سبيل تحقيق مشاركة الجمهور في الحديث، يستخدم مسؤول العلاقات العامة بعض الأساليب المختلفة، مثل الأسئلة البلاغية وهي الأسئلة التي تطرح لجذب الانتباه وإثارة الاهتمام، والتأثير في الآخرين وليس للحصول على إجابات عنها، حيث يطرح مسؤول العلاقات العامة السؤال أثناء حديثه، ثم يجيب عنه في الحال، كأن يسأل الجمهور كيف نتصرف إذن حيال هذا الوضع؟ ثم يجيب على الفور بأنه يمكننا عمل كذا وكذا.
والأسئلة المباشرة؛ حيث يقوم مسؤول العلاقات العامة بتوجيه أسئلة مباشرة للجمهور، ثم يستمع إلى الإجابات التي تصدر عن بعض أفراده ويقوم بالتعليق عليها، كأن يسأل عن العوامل التي تزيد من انتماء العاملين للمنظمة؟ أو يسأل عن الأسباب التي تحد من قدرة العاملين على العطاء والإنتاج مثلا؟ أو يسأل عن الطرق التي تزيد من فعالية اللقاءات بين العاملين والمسؤولين.
واستعمال بعض العبارات التي تزيد من مشاركة الجمهور، مثل من منكم يعطينا المزيد حول هذا الموضوع، من منكم لديه وجهة نظر أخرى، ماذا تعرفون عن هذا الأمر، ماذا سمعتم عن هذه القضية، ما رأيكم لو فعلنا كذا وكذا؟ وطرح تعليق يثير الإجابة حيث يمكن لمسؤول العلاقات العامة أن يطرح تعليقاً مثيراً للجدل، يكون بمثابة الطعم للجمهور، بحيث يشجع الكثير منهم على الرد وإبداء الرأي.