نظريات الرضا الوظيفي:
يوجد الكثير من النظريات في العلاقات العامة التي أخذت بعين الاعتبار موضوع الرضا الوظيفي، حيث أن لها أهمية كبيرة؛ حيث أنها تمكنهم في تحديد وتفسير مسببات رضا الأفراد عن عملهم أو استيائهم منهم، كما يمكنها أن تمنحهم إمكانية التنبؤ بالرضا الوظيفي لديهم، وبالتالي محاولة ضبط العوامل المسببة أو المرتبطة به.
نظرية القيمة أو التعارض:
إن الرضا الوظيفي للفرد أو عدمه له أهمية في العديد من الجوانب المهنية، ويُعد التعارض المدرك بين ما يحتاجه الفرد وما يحصل عليه بالفعل، فالرضا الوظيفي للفرد يُعد مجموع كل هذه المظاهر المرتبطة في الرضا الوظيفي، وبعبارة أخرى فإنه يمكن أن يكون مظهراً من مظاهر العمل كالترقية مهمة جداً لفرد ما، بينما ليس كبقية الأفراد، وهو في ذات الوقت بدرجة أقل أهمية بالنسبة لفرد آخر، وفي هذه الحالة فإن الترقية لا يجب أن تعطى قيمة أعلى من بقية العوامل.
نظرية مظهر الرضا:
بحسب هذه النظرية يكون الأفراد متقبلين عن مظهر من مظاهر عملهم كأصدقاء العمل والمشرفين، فمثلاً يكون مقدار المظهر الذي يجب أن يدركونه والذي يجب أن يحصلوا عليه يعادل المقدار الذي يدركونه ويحصلون عليه، وإذا أدرك الأفراد العاملون في العلاقات العامة أن المقدار الذي يحصلون عليه أكثر ممّا يستاهلونه، فيجب أن يعم عليهم شعور باللامساواة وبالذنب، وإذا أدركوا أنهم يحصلون على شيء أقل من المظهر الذي يدركونه والذي يجب أن يحصلوا عليه، من المتوقع أنهم سوف يشعرون بعدم الرضا.
نظرية التأثير الاجتماعي:
تُعدّ هذه النظرية كرد فعل للمشكلات التي تواجهها نظرية الحاجة، ولهذا وُجِدَ نظرة بديلة للرضا الوظيفي خالية من مفهوم الحاجة، والمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه هذه النظرية هي أن استجابات الفرد العاطفية نحو الوظيفة قد تكون ناتجة عن رد فعل الزملاء في الوظيفة، وهي أيضاً نتيجة للصفات الموضوعية للوظيفة لكنها في الحقيقة تتأثر بشكل كبير بالمؤشرات الاجتماعية بمكان العمل، وبالتالي يجب أن ينظر إلى نفس الوظيفة بطرق مختلفة طبقاً للكيفية التي يستجيب بها زملاء العمل نحو الوظيفة.
نظرية العملية المقاومة:
تؤكد هذه النظرية على دور العمليات الفسيولوجية في الحفاظ على حالة وجدانية متزنة؛ أي أن المبدأ السببي للرضا هو فسيولوجي، حيث يتبدل رضا الفرد الوظيفي خلال فترة من الزمن حتى ولو كانت الوظيفة ثابتة، فمثلاً قد تبدو الوظيفة أكثر حماساً خلال الأسابيع الأولى من العمل وتقل بعد عدة سنوات، لكن الأشخاص يملكون آليات تساعدهم في المحافظة على حالة وجدانية متزنة.