لقد أعني المسلمون الأولون بلغة القرآن الكريم بشكل عام، إلى جانب الألفاظ التي يتضمن عليها، ويظهر هذا من خلال بدلهم للكثير من الجهود وهذا في دراسة اللغة القرآنية من حيث الصياغة الخاصة بين الكلمات والحروف والمخارج ومجموع الأصوات التي تتكون منها اللغة بشكل عام، ومن هنا ظهرت أهمية دراسة فن وعلم الإلقاء بشكل عام، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن تاريخ فن الإلقاء الإعلامي الإذاعي.
ما هو تاريخ نشأة فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي
لعلم وفن الإلقاء الإعلامي والإذاعي ذلك التاريخ العريق؛ وهذا على اعتباره أحد أقدم أنواع الفنون ذات الطابع النظري والأدبي بشكلٍ عام بل وإنها في الغالب قد تسبق تاريخ ظهور الفنون الشعرية المختلفة.
والجدير بالذكر أن الشعب اليوناني قد عمل على تعلم فن الإلقاء والخطابة أيضاً، وقد أعطوه تلك العناية والاهتمام الكبير جداً، إذ كان أحد الفلاسفة الذي كان يعرف بالفيلسوف أرسطو الذي كان شديد الحرص وهذا على دراسة فن الخطابة والإلقاء بشكلٍ عام، حيث أنَّه قد تناوله في الأحاديث التي كان يلقيها على الجمهور من الخطابة ذات الطابع الاستدلالي والاستشاري والقضائي على حد سواء.
وبعد ذلك كان على فن الإلقاء الإعلامي ذلك التواجد الفعلي والقوي وهذا في العصر الجاهلي حيث أنَّ قد اعتمد الشعب الجاهلي أو الأفراد الجاهليون بشكل كبير جداً على أسلوب السجع وهذا في كتابة مواضيعهم الإلقائية بشكلٍ عام وذلك لأنَّ أسلوب السجع يعتبر من بين أحسن و أفضل الأساليب والطرق ذات الطابع البلاغي، وهذا عندما تتوفر الرغبة في التلاعب في المعاني والمقاصد والأهداف المختلفة.
وأشارت الكثير من الأبحاث الخاصة بعلم فن الإلقاء الإعلامي و الإذاعي أنَّ الآيات القرآنية، قد اعتمدت على أسلوب وطريقة السجع وعندما دخل عصر الإسلام قد بدأت الصور الخاصة بفن الخطابة والإلقاء بالتطور والازدهار، كما وأن أغراضها وأهدافها قد تعددت وتنوعت واختلفت، وقد قام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم باستخدام تلك الأغراض والعناصر المختلفة وهذا خلال الدعوة إلى دين الله تبارك وتعالى الحنيف وكذلك قد استخدمه بالمناسبات المختلفة ذات الطابع الديني والإسلامي.
إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفا أن علم فن الإلقاء الإعلامي و الإذاعي قد ظهر بشكل جلي وازدهر منذ ظهور الدين الإسلامي الحنيف بشكل خاص.