إنقاذ الصحافة المطبوعة:
تعتبر الصحافة المطبوعة ذات صناعة إعلامية تعرضت لمجموعة من الأزمات الحقيقية والوجودية، والتي ساهمت في التأثير على كيانها واستمراريتها وقدرتها على مواكبة التطورات المتواجدة داخل المؤسسات الصحفية بشكل العام والمؤسسات الصحفية المتخصصة بشكل خاص؛ وذلك بسبب تعرضها لمجموعة من المشاكل الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى الأوضاع الإدارية.
وبالتالي فقد سعت صناعة الصحافة المطبوعة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة، وخاصة فيما يتعلق بأسعار الأوراق والتكاليف المترتبة على مستلزمات الإنتاج والكوادر البشرية المدربة، كما سعت العديد من الدول حول العالم إلى إنقاذ الصحافة المطبوعة من الدمار والانهيار وحمايتها من التأثيرات الاقتصادية السلبية، والتي ارتبطت بالمشروعات الصحفية التقليدية المتعددة، وهو ما ساهم في إيجاد مجموعة من المحللين والخبراء الاقتصاديين المتخصصين في صناعة المحتويات الصحفية المطبوعة، أو إنشاء الصحف المطبوعة.
حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحفاظ على نمط الصحف التقليدية؛ وذلك من خلال التأكيد على انعكاساتها وحاجتها المرتبطة بالرؤى الإعلامية البديلة و الاجتهادات الصحفية التقليدية المتنوعة، وبالتالي يكون من الضروري التركيز على أن إدارة المؤسسات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية، ساهمت في تطوير الفرضيات والخصوصيات المرتبطة بالمؤسسة الصحفية؛ وذلك من أجل بقاء الصحافة المطبوعة على أرض الواقع دون انهيارها؛ وذلك من خلال الشراكة مع المؤسسات الصحفية الإلكترونية والتي تنتمي لنفس المجالات العامة من مثل: الفن الثقافة، الإعلام، تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الوسائل الاتصالية.
بالإضافة إلى البرمجية دون أن يكون هناك مخاطر مرتبطة أو متجانسة بشكل فكري ومتواضع؛ وذلك في البحوث والدراسات الإعلامية التقليدية المتنوعة، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ هنالك مجموعة من الإعلاميين الذين يساهمون في صياغة النماذج الإعلامية المتطورة، بالإضافة إلى تطويرها وذلك من خلال الاستناد على المنطلقات والتوجهات الإعلامية الفكرية، والنظرية والتي ظهرت بالتزامن مع الاستراتيجيات التكنولوجيا المستقبلية في الإعلام، والتي ساعدت على إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية المطبوعة بشكل اقتصادي وإداري، بالإضافة إلى قدرتها على التمكن من دخول المنافسة مع الوسائل الإعلامية الحديثة في السوق الإعلامي، وارتفاع مؤشر بيع الصحف المطبوعة عالمياً ومحلياً.
التوجهات والمنطلقات لإنقاذ الصحافة المطبوعة:
- زيادة التوجه الكوني: حيث يقصد به التوجه الذي يساهم في زيادة عمل وسائل الإعلامية، وخاصة فيما يتعلق بالعمليات الإنتاجية للمحتويات الإعلامية المتنوعة، بحيث يكون ذلك من خلال اتباع مجموعة من السياسات المرتبطة بالبرمجيات والشراكة الحاصلة ما بين الاستثمارات الإعلامية الكبرى، وبالأخص المؤسسات الإعلامية القومية، وذلك على اعتبار أنَّ هذه الاستثمارات والمؤسسات الإعلامية ذات قوة إعلامية وإنتاجية كبيرة، بالإضافة إلى أنَّها ذات مشروعات مستقلة تحدد الأنشطة الإعلامية والاحتكارات الصحفية الكبرى.
وعليه فإنَّ المؤسسات الإعلامية الكبرى ساهمت في تطبيق النماذج الإعلامية وإعادة هيكلتها، وخاصة ضمن المستويات المهنية والإدارية والاقتصادية، وذلك من خلال اعتراف القائمين على الوسائل الاتصالية في قدرة المؤسسات الإعلامية على جذب الاستثمارات المتعددة، وإدخال وسائل الإعلام التقليدية والمستحدثة داخل مواجهة كبيرة في السوق الصحفي، والتنافس على عملية توزيع الأفكار الصحفية المختلفة.
- زيادة التوجه العالمي نحو التكاملية وسائل الإعلام: حيث يقصد به التوجه الذي يساهم في قيام المؤسسات الإعلامية في تحديد التكاملية ما بين الوسائل الإعلامية، مع الاهتمام بتحديد الاختلافات والفروق الجوهرية بين الوسائل الإعلام التقليدية والحديثة، بالإضافة إلى تحديد الوظائف التدريجي والتي تركز على السمات الضرورية والاساسية للمؤسسات الإعلامية المطبوعة، وذلك فيما يخص عملية إصدار الصحف.
- إيجاد مؤشرات إعلامية متعددة: حيث يقصد به التوجه الذي يساهم في تحديد قدرة المشروعات الصحفية المطبوعة على الاستمرارية في العمل بشكل متزايد؛ وذلك بسبب عدم مواجهتها للاستثمارات الكبرى والأنشطة الصحفية الحديثة، والتي تسيطر بشكل كبير على سوق التوزيع والإعلانات.
- تحول صناعة الصحافة إلى صناعة ضخمة: حيث يقصد به التوجه الذي يساهم في تحديد القدرة التنافسية، والتي يتم من خلالها تحويل صناعة الصحف إلى صناعة ضخمة وهائلة، ذات أصول استثمارية تساهم في استخدام وسائل وأدوات الإنتاج المتطورة؛ وذلك من أجل تعظيم الاستفادة من المؤسسات الإعلامية الكبرى التي تعتمد على رأس المال بشكل كبير.
بحيث يتم من خلالها أيضاً الاعتماد على الأسس والمبادئ التي يجب اتباعها داخل المؤسسات الصحفية المطبوعة والاهتمام والاكتفاء بالمعايير النسبية، والتي تختلف من ثقافة إلى أخرى، ومن جمهور إعلامي إلى آخر، ومن بيئة إعلامية إلى بيئة أخرى، وذلك على اعتبار أنَّها هذه الفروقات تركز بشكل كبير على المحتويات الصحفية المقدمة لهم.