هي رواية للمؤلف الروسي ليو تولستوي، نُشرت لأول مرة على شكل كتاب عام 1878. يعتبر العديد من الكتاب آنا كارنينا أعظم عمل أدبي على الإطلاق وتولستوي نفسه أطلق عليها روايته الأولى الحقيقية. وهي رواية معقدة مكونة من ثمانية أجزاء، وهي موزعة على أكثر من 800 صفحة (اعتمادًا على الترجمة والناشر) ، وعادةً ما يتم تضمينها في مجلدين.
إنه يتعامل مع مواضيع الخيانة والإيمان والأسرة والزواج والمجتمع الإمبراطوري الروسي والرغبة والحياة الريفية مقابل المدينة. تتمحور المؤامرة حول علاقة خارج نطاق الزواج بين آنا وضابط سلاح الفرسان المحطم الكونت أليكسي كيريلوفيتش فرونسكي التي تثير فضيحة الدوائر الاجتماعية في سانت بطرسبرغ وتجبر العشاق الصغار على الفرار إلى إيطاليا بحثًا عن السعادة و بعد عودتهم إلى روسيا، تتدهور حياتهم أكثر.
القطارات هي فكرة متكررة في جميع أنحاء الرواية، والتي تحدث على خلفية التحولات السريعة نتيجة للإصلاحات الليبرالية التي بدأها الإمبراطور ألكسندر الثاني ملك روسيا، مع العديد من نقاط المؤامرة الرئيسية التي تحدث إما في قطارات الركاب أو في محطات في سانت بطرسبرغ أو في أي مكان آخر في روسيا.
الشخصيات الرئيسية:
- دوللي أوبلونسكايا.
- ستيفا.
- آنا كارنينا.
- كارنين.
- كيتي.
- كونستانتين ليفين.
- أليكسي فرونسكي.
قصة آنا كارينا:
تحكي الرواية قصة تمزق عائلة أوبلونسكايا في موسكو حين ألقت دوللي أوبلونسكايا القبض على زوجها، ستيفا على علاقة مع المربية السابقة لأطفالهما، وتهدد بتركه. يقف ستيفا نادماً إلى حد ما ولكنّه مذهول وغير قادرعلى تفسير فعلته لزوجته.
تتدخل شقيقة ستيفا، آنا كارنينا، وهي زوجة كارنين المسؤول في حكومة سانت بطرسبرغ ، تصل إلى أوبلونسكي للتوسط بين العائلة ولم شملهم وفي النهاية أستطاعت آنا إحضار ستيفا وزوجته دوللي إلى المصالحة، بالفعل تمت المصالحة وجلست آنا بين العائلة فترة من الوقت، وفي هذه الأثناء تتقرب آنا من كيتي شقيقة دوللي الصغرى.
حيث يتودد إلى كيتي شابين يطلبان منها الارتباط والزواج وهما: كونستانتين ليفين، وهو شخص ثري ويمتلك الأراضي والعقارات، أمّا أليكسي فرونسكي وهو رجل عسكري محطم. رفضت كيتي ليفين بسبب حبها لفرونسكي، ولكن بعد فترة وجيزة، يلتقي فرونسكي بآنا كارنينا ويقع في حبها بدلاً من كيتي.
حينها تشعر كيتي بالدمار وتُصاب بالمرض. وليفين من جهة ثانية مكتئب بعد أن رفضته كيتي ثمّ ينسحب ويعود إلى ممتلكاته في البلاد في حين تعود آنا إلى سانت بطرسبرغ، وهي تفكر في حبها لفرنسكي، ولكن عندما تصل إلى المنزل تلغي الفكرة من رأسها باعتبار أنّ ذلك الحب ما هو إلا إعجابًا سريعًا وعابراً سينتهي قريباً.
تحدث المفاجأة عندما يتبع فرونسكي آنا إلى سانت بطرسبرغ، ويلتقي بها في إحدى الحفلات الاجتماعية في بيت لابنة عمه بيتسي تفرسكايا. وعندما يبدآن الحديث تناشده أن يطلب العفو والسماح من كيتي، ولكنّه يرد عليها بدل من ذلك في إخبارها أنه يحبها.
تغادر آنا من الحفلة إلى المنزل وحدها وهي تشعر أن هناك شيئًا ما غير صحيح، وعند دخولها المنزل تحدث إليها زوجها في وقت لاحق من تلك الليلة عن شكوكه بشأنها وفيرونسكي، لكنها رفضت مخاوفه وشكوكه وبعد مرور بعض الوقت، شارك فرونسكي في سباق خيول لضباط الجيش وعلى الرغم من أنّه فارسًا بارعًا، إلا أنه ارتكب خطأ أثناء السباق، جعله يقع عن ظهر حصانه فانكسر ظهره.
لاحظ كارينين اهتمام زوجته الشديد بفرونسكي أثناء السباق، واجه آنا بعد ذلك بكثرة ترددها لزيارته بحجة الاطمئنان على حالته الصحية، فتعترف حينها آنا صراحة له أنها على علاقة غرامية وأنها تحبه ليقف زوجها عاجزاً عن الكلام أمام اعترافاتها، في غضون ذلك حاولت استعادة صحتها في أحد المنتجعات الصحية في ألمانيا.
يزور ليفين الذي كان يريد الزواج من كيتي أختها دوللي، التي تجلس معه وتذكره عندما كان يريد الزواج من كيتي وتشجعه على إحياء العلاقة مع كيتي لأنّها الآن وحيدة وغير مرتبطة حيث يلتقي ليفين مع كيتي في حفل عشاء في منزل أوبلونسكي، ويشعر الاثنان بحبهما المتبادل ثمّ سرعان ما يخطبون ويتزوجون.
أما كارينين يرفض طلب آنا بالطلاق و يصر على أنّه يجب عليهم أن يحافظوا على مظهرهم الخارجي أمام المجتمع من خلال بقائهم معًا كزوجين ولكنّ آنا تقرر أن تنتقل إلى منزل العائلة الريفي بعيدًا عن زوجها حيث تعود لتلتقي فرونسكي كثيراً هناك في البيت الريفي.
وفي يوم تعود آنا لبيت زوجها لتخبره أنّها حامل من فرونسكي مما يزيد من توتر العلاقة بينهما ويدفعه لمنع زوجته من لقاء فرونسكي، وتمر الأيام حيث تنتظر آنا استقبال مولودها الأول، وحين حانت ساعة الولادة تستدعي آنا زوجها السابق كارنين .
وفي معاناتها أثناء الولادة، تطلب آنا غفران كارنين ومسامحته فيخبرها أنّه ما زال يحبها وأنّه سامحها حتى دون أن تطلب، وفجأة يضع أوراق الطلاق بين يديها إن كانت لا تزال مصرّة على توقيعها لكنّها تستاء من نفسها ومن كرم زوجها معها وترفض الطلاق .
بعد فترة عندما تعرف آنا أن فرونسكي حاول قتل نفسه بسبب بعده عنها، تقرر الهروب لرؤيته وبعد مصالحتهما. تهرب آنا وفرونسكي إلى إيطاليا تاركة خلفها ابنها وزوجها، وهناك يعيشان بلا هدف ويعانيان ألم الغربة والبعد عن الأهل، وفي نهاية المطاف قرر الاثنان العودة إلى روسيا.
يسكن الاثنان بعد عودتهما في عزلة، حيث يرفض المجتمع آنا، الذي يعتبر علاقتها بفرونسكي دون زواج علاقة مخزية، على الرغم من تجرؤها على زيارة عيد ميلاد ابنها الصغير في منزل كارينين إلا أنّها بدأت تشعر بالغيرة تجاه فرونسكي، فهي مستاءة من حقيقة أنه يتمتع بحرية المشاركة في المجتمع بينما هي في المنزل ومحتقرة لا تستطيع الخروج خوفاً من نظرة المجتمع لها.
تقرر دوللي زيارة آنا، حيث وجدتها متألقة وسعيدة جدًا على ما يبدو وتعيش بمنزل ريفي فاخر لكنّها تتفاجأ من اعتماد آنا على المهدئات وتناولها كثيراً من العقاقير الطبية، وحين سألتها عن سبب تناولها المهدئات أخبرتها أنّها قلقة بسبب انتظارها الطلاق.
ينتقل ليفين وكيتي إلى موسكو في انتظار ولادة طفلهما، وهناك يتفاجأ الاثنان من تزايد نفقات حياة المدينة، ثمّ يقوم ليفين برحلة إلى المقاطعات للمشاركة في انتخابات محلية مهمة، وفي أحد الأيام يصطحب ستيفا ليفين لزيارة آنا، التي لم يلتقها ليفين قط وفي أول لقاء تسحر آنا ليفين ويشعر تجاهها بالانجذاب.
في هذه الأثناء، تدخل زوجته كيتي في المخاض وتنجب ولداً ولكنّ زوجها ليفين يشعر بالارتباك؛ بسبب المشاعر المتضاربة التي يشعر بها تجاه الرضيع، ومشاعره المختلطة تجاه آنا التي لم يعترف لها بشيء أو يعرف حتى إذا كانت معجبة به أم لا.
من جهة ثانية يبدو أنّ آنا تخسر حبها لفرونسكي المصاب بجنون العظمة حيث تدخل في شجارًا معه، وتتهمه بتأجيل خططهم للسفر خارج البلاد. وتستمر آنا في افتعال المشاكل يوماً بعد يوم وفي أحد الأيام عندما يغادر في مهمة، تحزن كثيراً لمغادرته. ثمّ ترسل له برقية تدعوه على وجه السرعة إلى المنزل، تليها رسالة اعتذار ولكنّه لا يرد.
وفي حالة يأس تبدأ آنا بالتفكير أنّها أصبحت مفروضة على فرونسكي ومن جهة ثانية تعاني من فقدان ابنها الذي حرمها زوجها من رؤيته كما أنّ زوجها السابق لا زال يرفض الطلاق، تدخل آنا بحالة من الاكتئاب نتيجة لذلك.
وفي حالة يأس وإحباط تشعر بأنّها خسرت كل شيء، تقود آنا السيارة إلى مطعم دوللي لتودعها. وحين وداعها تخبرها أنّها ذاهبة لمقابلة فرونسكي في محطة القطار لانّه أنهى مهمته، وذهبت إلى المحطة وهناك تنظر إلى الحشود بذهول وتلقي آنا بنفسها تحت قطار وتموت.
بعد مرور وقت على موت آنا لم يعد فرونسكي قادراً على مسامحة نفسه فيقوم بمغادرة البلاد مستقلاً للمشاركة في الحرب الصربية، أمّا ليفين يكتشف أنّه يشعر بالحب الحقيقي لابنه، وزوجته كيتي سعيدة بذلك. يعكس ليفين مرة أخرى أن معنى حياته يكمن في الخير الذي يمكن أن يضعه فيها.