أثر الآخر في موسيقى الشعر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


إن الشعر الجاهلي لم يكن جميعه يمشي على نفس النسق في الألفاظ واللغة، فقد كان مختلفاً عن بعضه.

أثر الآخر في موسيقى الشعر الجاهلي

الشعر الجاهلي كان متفاوتاً ومختلفاً من شاعر إلى آخر، وهذا كان بسبب عدة أسباب ومنها:

1- التباين في البيئات والاختلاف بينها.

2- اختلاف المواضيع الشعرية التي تناولها.

ومن المتعارف عليه أن هؤلاء الشعراء قد عاشوا في بيئات مختلفة، فمنم من كان يعيش في الحضر ومنهم من كانت حياته تتصف بالاستقرار والغنى وآخرون في الفقر وبيوت الشعر، فيترتب على ذلك الاختلاف في اللغة حيث كانوا جميعهم على الرغم من الاختلاف يتميزون بالألفاظ الرقيقة والعذبة.

ولقد كانت الحياة المستقرة والهادئة وانتشار القيان آنذاك وانتشار اللهو والغنى أثر كبير على الشعر الجاهلي، ومن أبرز الشعراء الجاهليين الذين تأثروا بهذه الحياة الشاعر الأعشى فلقد وصل إلى القصور واتبع اللهو وكل ذلك أثر في شعره، حيث يقول:

“تَرى الخَزَّ تَلبَسُهُ ظاهِراً

وَتُبطِنُ مِن دونِ ذاكَ الحَريرا

إِذا قَلَّدَت مِعصَماً يارَقَي

نِ فُصِّلَ بِالدُرِّ فَصلاً نَضيرا

وَجَلَّ زَبَرجَدَةٌ فَوقَهُ

وَياقوتَةٌ خِلتَ شَيئاً نَكيرا

فَأَلوَت بِهِ طارَ مِنكَ الفُؤادُ

وَأَلفَيتَ حَيرانَ أَو مُستَحيرا”

فلقد كان الأعشى متأثراً بشكل كبير بحياة الترف واللهو، وقام بالاقتباس منها ووظفه في شعره، وصور مظاهر التسلية والمجون، إذ يقول الأعشى:

“وشاهدنا الورد والياسمين والمسمعات بقصابها

ومزهرنا معمل دائم فأي الثلاثة أزرى بها

ترى الصنج يبكي له شجوه مخافة أن سوف يدعى بها”

ويقول أيضاً:

“لَنا جُلَّسانٌ عِندَها وَبَنَفسَجٌ

وَسيسِنبَرٌ وَالمَرزَجوشُ مُنَمنَما

وَآسٌ وَخيرِيٌّ وَمَروٌ وَسَوسَنٌ

إِذا كانَ هِنزَمنٌ وَرُحتُ مُخَشَّما

وَشاهَسفَرِم وَالياسَمينُ وَنَرجِسٌ

يُصَبِّحُنا في كُلِّ دَجنٍ تَغَيَّما

وَمُستُقُ سينينٍ وَوَنٌّ وَبَربَطٌ

يُجاوِبُهُ صَنجٌ إِذا ما تَرَنَّما

وَفِتيانُ صِدقٍ لا ضَغائِنَ بَينَهُم

وَقَد جَعَلوني فَيسَحاهاً مُكَرَّما”


شارك المقالة: