أحشفا وسوء كيلة

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الأمثال العربية من أصدق أنواع النثر الأدبي، والسبب يعود إلى أنها تحتوي في مضامينها أخلاق الأمم وتفكيرها وعاداتها وتقاليدها، كما أن الأمثال تصور حياة المجتمع بكافة جوانبها تصويرًا دقيقًا، وهي كذلك تعكس شعور قائلها ومن يتمثل بها بشكل دقيق، وتُعتبر الأمثال مرآة الحياة الاجتماعية والعقلية والسياسية والدينية واللغوية، وفي الحقيقة تُعدّ الأمثال أقوى دلالة من الشعر في ذلك؛ لأن الشعر لغة طائفة ممتازة، أما هي فلغة جميع طبقات المجتمع، ومثلنا الذي سأتناوله فيما يلي هو : “أحشفًا وسوء كيلة”.

الصياغة الصحيحة لمثل “أحشفا وسوء كيلة”

في كثير من الأحيان نسمع الناس ينطقون مثل “أحشفًا وسوء كيلة” بفتح الكاف، فيقولون: أحَشفًا وسوء كَيلة، وهذا غير صحيح، والصواب أن يُقال: سوء كِيلةـ بكسر الكاف، لأنها اسم هيئة للكَيل، يُقال: إنه لحسن الكِيلة على وزن “فِعلة” بكسر الفاء، مثل: الجِلسة وهكذا روي المثل في المظان اللغوية، ككتب الأمثال والمعاجم اللغوية، وقد جاء في مختار الصحاح: “الحَشف”: هو أردأ التمر، وفي المثل أَحَشفًا وسوء كِيلة” بكسر الكاف، و”كيلة”: مأخوذة من الكَيْل، وهو الوزن، وهي اسم هيئة، كجِلسة، وقِعدة، وإنما انتصبت كلمة “حشف” على تقدير فعل محذوف، فيكون تقدير الكلام: أتجمع عليّ حشفًا، وسوء كيلة، ومعنى المثل: أتعطيني تمرًا رديئًا لا نوى له، وتضمّ إليه سوء كيلة.

فيم يضرب مثل “أحشفا وسوء كيلة”

مثل “أحشفًا وسوء كيلة” من الأمثال العربية القديمة المشهورة، وهو يُضرب لكلّ امرئ يجمع بين صفتين مكروهتين ذميمتين، وأما معناه أتعطي حشَفًا، وهو أسوأ أنواع التمر، الذي ليس له نوى لشدّة رداءته، وتنقص الكيل، أي أتجمع بينهما على سوئهما؛ ولا ننسى أن يُقال المثل: أحَشفًا وسوء كِيلة، بكسر الكاف؛ لأن المثل من حقّه أن يُروى كما سُمع، ولا يجوز التصرف فيه ولو ببعض تغيير ، فهكذا ورد المثل.

أصل مثل “أحشفا وسوء كيلة”

وأما أصل مثل “أحشفًا وسوء كيلة” أنّ رجلًا اشترى مِن رجل آخر تمرًا، فأعطاه حَشفًا، وكما أنه أساء له في الكيل، فقال له: أحشفًا وسوء كيلة؟ فذهبت مثلًا سائرًا، يُقال لمن يجمع الخصال السيئة، وفي الألمانية مثل يتشابه في معناه مع معنى هذا المثل العربي، وهو : “Herb derb”، ومعناه: مرّ ومتعفن”.

أمثلة على استخدام المثل

  • يُقال “حشفا وسوء كيلة” عن الشخص الذي يكون بخيلاً وكاذباً في نفس الوقت.
  • يُقال “حشفا وسوء كيلة” عن الشخص الذي يكون ظالماً وفاسداً في نفس الوقت.

شارك المقالة: