إن الأدب فن من فنون اللغة التي يستخدمه الكاتب (الأديب) لشرح حالة نفسية أو موقف بطريقة أدبية تجذب القارئ وتوحي له بالمضمون .
الأدب عند الشاعر علي بن الجهم
الشاعر علي بن الجهم القرشي والمولود (188 هـ – 249 هـ / 803 – 863م)، هو علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد القرشي، وكنيته أبو الحسن وأصله من خراسان، المولود في 188 للهجرة في بغداد.
عاش الأديب الشاعر علي بن جهم في العصر العباسي وعاصر ثلاثة خلفاء منهم وكان متبعا لأهل الحديث رغم تضارب المذاهب آن ذاك وقد كان يجيد الأدب اليوناني والأدب العربي ولكنه اتجه إلى الأدب العربي وميزه عن غيره فعده الجاحظ واحدا من أكبر أدباء عصره .
لم يكن الأديب علي بن الجهم ممن تقرب للخلفاء فكان برغم صيته المنتشر إلا أنه لم يكن ممن يصبون لذلك ولكنه كان يتقرب ممن تجمعه معهم علاقة الأدب والمذهب فقد كان مرتبطا بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو من أبرز الأئمة في عصره .
كما ارتبط أديبنا بالشاعر أبي تمام والذي عرف بفصاحته وجودة أدبه وانتشار صيته آن ذاك فكان ينهل من علمه ويثري نفسه بالأدب الجميل.
تسلم أديبنا عدة مناصب في عهد الخلافة العباسية وذلك بعد أن عرف الجميع شهرته الأدبية وقدرته على التميز ومن أبرزها ديوان مظالم حلوان وهي مدينة في العراق بزمن الخليفة المعتصم بالله.
حبسه الخليفة المتوكل بعد أن وشى به الواشون فأنشد قائلا :
تَوَكَّلنا عَلى رَبِّ السَماءِ
وَسَلَّمنا لِأَسبابِ القَضاءِ
وَوَطَّنّا عَلى غِيَرِ اللَيالي
نُفوساً سامَحَت بَعدَ الإِباءِ
وَأَفنِيَةُ المُلوكِ مُحَجَّباتٌ
وَبابُ اللَهِ مَبذولُ الفِناءِ
فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي
وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُعاءِ
وَلِم لا أَشتَكي بَثّي وَحُزني
إِلى مَن لا يَصَمُّ عَنِ النِداءِ
لقد مات أديبنا قتلا من قبل أعدائه بالدين والمذهب فذهب إلى مثواه الأخير في عام 249 للهجرة.