أسطورة الأخوات السبع

اقرأ في هذا المقال


الثريا (Pleiades) في الأساطير اليونانية أو  البنات السبع من جبابرة أو العملاق أطلس (Titan Atlas) وأوشنيد بليوني (Oceanid Pleione)، وكان لديهم جميعًا أطفال من الآلهة (باستثناء ميروب التي تزوجت سيزيف)، وشكلت الثريا في النهاية كوكبة، وتروي إحدى الأساطير أنّهم جميعًا قتلوا أنفسهم بسبب حزنهم على وفاة أخواتهم الهايدس، ويوضح آخر أنّه بعد سبع سنوات من ملاحقته من قبل أوريون عملاق بويوتيان (Boeotian)، وتم تحويلهم إلى نجوم بواسطة زيوس، وأصبح أوريون كوكبة أيضًا واستمر في مطاردة الأخوات عبر السماء، وكان يُعتقد أنّ أضعف نجم في الثريا هو إما ميروب التي كانت تخجل من حب بشر أو إليكترا الحزينة على طروادة مدينة داردانوس وابنها من زيوس.

الأخوات السبعة في الأساطير اليونانية

كانت الثريا (Pleiades) الأخوات السبعة وهن: مايا (Maia) إليكترا (Electra) تايجيت (Taygete) سيلينو (Celaeno) ألسيون (Alcyone) ستيروب (Sterope) وميروب (Merope)، حيث كان والداهم أطلس عملاق أمره الإله زيوس بإمساك الأرض ووالدتهم بليون الحامية الأسطورية للبحارة، فبعد لقاء جمع صدفة مع الصياد أوريون أصبحت الثريا وأمهم هدفًا لمطاردته، ولحمايتهم من التقدم العاطفي الذي لا هوادة فيه لأوريون قام زيوس بتغييرهم إلى قطيع من الحمائم الذي وضعه بعد ذلك في السماء، كما ترددت شائعات عن أنّ زيوس قد أنجب أطفالًا من ثلاث أخوات.

تُعرف الأخوات السبعة أيضًا باسم فتيات الماء أو الجليد البكر نظرًا لارتباطها بالمياه سواء كانت بحارًا أو أنهارًا أو مطرًا أو بردًا أو ثلجًا أو جليدًا أو صقيعًا، وغالبًا ما تشير الأساطير اليونانية إلى الأخوات باسم أوشيند (Oceanids)، وتدعي بعض المصادر أنّ اسم الثريا (Pleiades) نشأ من الكلمة اليونانية القديمة (plein) والتي تعني إلى الإبحار.

1- مايا: هي الأخت الكبرى والمعروفة بجمالها المتميز بالإضافة إلى حياتها الانفرادية وتقول القصة أنّه على الرغم من جمالها، كانت امرأة خجولة وشبيهة بالحيوية تفضل شركتها الخاصة وتعيش بمفردها في الكهوف، واسم مايا يعني الأم في اللاتينية وفي الترجمات الأخرى، ومايا تعني أيضًا الممرضة أو واحد عظيم، وكان الرومان ينظرون إلى مايا على أنّها آلهة الربيع ولهذا السبب يسمى شهرنا الخامس آيار بـ”مايو”، وفي وقت من الأوقات تألق نجمها أكثر من أي نجم آخر، ومع ذلك فإنّ نجمة الأخت التالية أليسون تتألق الآن أكثر إشراقًا والتي يقول البعض إنّها ترمز إلى التنافس بين الأخوات بين الأختين في الماضي.

2- ألسيون: في الأساطير اليونانية عُرفت ألسيون الأخت الثانية بالمرشد، وخلال أيام ألسيون -عندما كان العالم مليئًا بالفرح والازدهار والهدوء- فكانت تراقب البحر الأبيض المتوسط مما جعله هادئًا وآمنًا للبحارة، تزوجت ألسيون ابن نجمة الصباح سيكس (Ceyx) ملك ثيساليا، فكان متزوجًا ومكرسًا لبعضهما البعض حتى اليوم الذي خدعوا فيه زيوس وهيرا بالتظاهر بأنّهم هم، وفي حالة غضب انتظر زيوس انفصال العشاق قبل إطلاق عاصفة رعدية فوق البحار مما تسبب في انقلاب قارب سيكس وأغرقه.

3- ميروب (Merope): أو الأخت المفقودة، ويتم قبول ميروب بشكل أكثر شيوعًا على أنّها كوكبة المفقودة، لأنّ نجمها كان آخر نجم وتم رسم خريطة لها من قبل علماء الفلك وهو أضعف نجم في العنقود غير مرئي للعين المجردة، وتشير بعض الأساطير إلى أنّها ضاعت لأنّها أخفت وجهها في خجل من زواجها من الملك سيزيف الفاني، ويقول آخرون إنّ ميروب أخفت وجهها من العار لأنّ زوجها كان مجرمًا، وكانت عقوبته هي دحرجة حجر ثقيل على تلة إلى حافة الجنة على الرغم من أنّها كانت تتراجع دائمًا، وهناك أوجه تشابه هنا مع أطلس والد ميروب الذي أبقى ثقل العالم على كتفيه.

4- ستيروب: يُترجم الاسم اليوناني لـ (Asterope) إلى نجمة ويتم تصويرها تقليديًا على أنّها واحدة من الأخوات الأضعف، وربما لأنّ هذا النجم هو أحد النجمين الأقل سطوعًا من الآخرين، وكانت والدة أوينوماوس لآريس إله الحرب، وتدعي بعض إصدارات الأسطورة أنّ أوينوماوس كان في الواقع زوجها وليس ابنها وأنّه بعد أن أنجب أربعة أطفال معًا أصبح فيما بعد ملكًا على بيزا.

5- سيلينو: تتم ترجمة سيلينو بشكل شائع على أنّها تعني البطيخ أو داكن اللون، وسيلينو مثل ستيروب تتألق بشكل أقل سطوعًا من الآخرين، ومن المفترض أنّها أصيبت ذات مرة ببرق من قبل ثيون الاصغر، ومع ذلك كان لديها العديد من الأطفال بما في ذلك الأبناء ليكوس (الذئب) وشيمايروس (جزء الأسد والتنين والماعز) من بروميثيوس العملاق وأبناء ليكوس ونيكتيوس بواسطة بوسيدون إله البحر.

6- تايجيت: في الأساطير كانت تايجيت مثل مايا تقدر استقلالها وتعيش بمفردها في الجبال، وكما وضع زيوس عينيه على تايجيت وحاول إغواءها، وقبل أن يتمكن من الوصول إليها واجهت ذراعي أرتميس الذي حول تايجيت إلى ظبية حتى تتمكن من الهروب من براثن زيوس وحاول هرقل أيضًا جذبها.

7- إليكترا: المعروفة باسم النجم الساطع الثالث إلكترا أنجبت أربعة أطفال أحدهم كان داردانوس الذي أصبح فيما بعد مؤسس مدينة طروادة القديمة، وتزعم بعض المصادر أنّ إليكترا هي الثريا المفقود بعد أن اختفت بعد سقوط طروادة وموت داردانوس.

مطاردة الأخوات السبع

من بين حوريات سلسلة ديانا كان هناك سبع أخوات أو بنات أطلس وفي ليالي ضوء القمر اعتادت هذه الأخوات الرقص في فضاء الغابة، وفي إحدى الليالي رآهم الصياد أوريون (Orion) بشكل خافت بين الأشجار، وبدوا مثل قطيع من الطيور البرية الجميلة حيث جعل المنظر قلب الصياد ينبض بصوت عالٍ وسريع، ومثلما تطارد الغزلان عدة مرات من قبل الصياد بدأ الآن في مطاردة هذه الحوريات، ولا يعني ذلك أنّه كان يقصد إيذائهم ولكنه أراد الاقتراب منهم بما يكفي لرؤيتهم بشكل أفضل، وكانت الحوريات خائفة وهربت بسرعة بين الأشجار وكلما ركضوا بشكل أسرع اتبعت أوريون أسرع.

أخيرًا خرجت الأخوات المسكينات الخائفات إلى مكان مفتوح حيث كان الضوء تقريبًا مثل النهار وكاد أوريون أن يتفوق عليهم، ونظرًا لمدى قربه طلبت الأخوات ديانا للمساعدة، وبعد ذلك عندما كانوا في قبضة الصياد تقريبًا اختفوا فجأة ونهض سبعة حمامات بيضاء من العشب حيث كانوا، وطاروا بعيدًا لأعلى صعودًا في سماء الليل، وعندما وصلوا إلى السماء أصبحت الحمامات السبعة سبعة نجوم لامعة، وهناك تألقت النجوم في مجموعة صغيرة قريبة من بعضها البعض لمئات السنين حيث كان يطلق عليهم الثريا.

بعد وقت طويل من الوقت الذي تم فيه تغيير الحوريات المرعبة أولاً إلى حمام ثم إلى نجوم تركت إحدى الأخوات مكانها بين الثريا حتى لا ترى سقوط طروادة، بينما كانت هذه المدينة تحترق اندفعت بجنون عبر الفضاء وشعرها يتطاير خلفها ووصفها الرجال بأنّها مذنب ولم تعد أبدًا إلى مكانها بين الثريا، وفي نهاية حياته على الأرض تم وضع أوريون أيضًا بين النجوم، حيث إنّه هناك في السماء حتى يومنا هذا بجلد أسده وهراوته وحزامه المرصع بالجواهر كما يقول بعض الناس أنّ الثريا لا يزالون من قبله.


شارك المقالة: