أسطورة ريا

اقرأ في هذا المقال


ريا (مكتوبة أيضًا ريا) هي تيتان وإلهة أم في الأساطير اليونانية، وهي ابنة جايا (الأرض) وأورانوس (الجنة) وأم الآلهة العظيمة لجبل أوليمبوس، وارتبطت ريا ارتباطًا وثيقًا بالإلهة الأم الفريجية (الأناضولية) سايبيل، وكان نظيرها الروماني أوبس إله الخصوبة وإلهة الحصاد، وتشتهر ريا بأنّها والدة الآلهة الأولمبية وخاصة زيوس التي أنقذتها من أن يبتلعها والده كرونوس، وباعتبارها إلهة الأرض والخصوبة كانت تُعبد على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم اليوناني القديم.

الميلاد والعائلة لريا

بعد أن هزم كرونوس والدهم تزوج ريا وأنجبت العديد من أطفاله، ووفقًا لهسيود في حوالي 700 قبل الميلاد في كتابه الثيوجوني كانت ريا ابنة جايا (الأرض) وأورانوس (الجنة)، وعلاوة على ذلك كانت أخت أوشينيس وثيميس (العدل) ومنيموسين (الذاكرة) وتيثيس (والدة أوشيند) وكرونوس من بين شخصيات أسطورية أخرى، وكان أورانوس يكره أطفاله ويخفيهم تحت الأرض حتى لا يروا نور النهار أبدًا، وأخيرًا ابتكرت جايا خطة لإنقاذ أطفالها ولكن كرونوس فقط كان شجاعًا بما يكفي للتطوع لتنفيذ الخطة بضرب أعضائه التناسلية بمنجل، وبعد أن هزم كرونوس والدهما تزوج من ريا وأنجبت منه عدة أطفال.

ريا وزيوس

حذرت جايا وأورانوس ابنهما من أنّه مقدر له أن يواجه نفس المصير الذي واجهه والده، وسيتم تدميره من قبل أبنائه، ولذلك عندما ولدت ريا ابتلعت كل طفل على الفور في محاولة يائسة لتجنب هذه النبوءة، وبينما كانت ريا حاملًا بزيوس اتصلت بوالديها للحصول على المساعدة ولم ترغب في أن يبتلع كرونوس طفلًا آخر من أطفالها، وبناءً على نصيحة جايا وأورانوس سافرت ريا إلى جزيرة كريت حيث أنجبت زيوس في كهف على جبل ديكت، وعادت ريا إلى كرونوس حيث خدعته بالتظاهر بالولادة وتسليم كرونوس حجرًا مغطى بالبطانيات، ولم يكن كرونوس مريبًا على الإطلاق فقد ابتلع طفله الجديدة.

في هذه الأثناء بالعودة إلى جزيرة كريت نشأ زيوس على يد الحوريتين أدراستيا وإيدا (الميليا) اللتين أطعمته حليب الماعز أمالثيا، وكان زيوس ينمو بسرعة في قوته ومعرفته وعرفت ريا أنّها ستكون من تسقط كرونوس تمامًا كما كان كرونوس قد أطاحت بوالدها، وأعطت صديقة ريا أوشنيد ميتيس زيوس جرعة من شأنها أن تجعل كرونوس يقذف أطفاله، وألقى كرونوس أطفاله بترتيب عكسي: أولاً جاء الحجر ثم بوسيدون وهاديس وهيرا وديميتر وهيستيا، وأقسم أشقاء زيوس بالولاء له وهكذا بدأ عصر الآلهة الأولمبية.

ريا وديونيسوس

وفقًا للتقاليد الكلاسيكية قيل أنّ ديونيسوس ولد ثلاث مرات، وتنكر والده زيوس في هيئة بشر لكي يكذب مع والدته سيميلي، وبعد أن حملت مع ديونيسوس طلبت سيميل من زيوس أن يكشف لها عن حقيقته، وللأسف لم يستطع سيميل التعامل مع روعة زيوس الإلهية ومات على الفور عند رؤية شكل زيوس الحقيقي، وتم وضع ديونيسوس الذي لم يولد بعد في فخذ زيوس مما أدى إلى ولادة إلهية، وبعد أن علمت هيرا بوجود ديونيسوس أمرت الجبابرة بتمزيق ديونيسوس، وفي بعض نسخ الأسطورة عثرت ريا جدة ديونيسوس على أجزاء من جسده وأعادته معًا وأعادت إحيائه، وأعادته إلى زيوس متنكرًا في هيئة كبش لحمايته من غضب هيرا.

ريا وجايسون والأرجونوت

كما روى في أرجونوتيكا بواسطة أبولونيوس روديوس في حوالي 295 قبل الميلاد بعد مقتل الملك سيزيكس
من دوليونيون بطريق الخطأ على يد جايسون والأرجونوت، وأقاموا مباريات جنازة على شرفه، ومع ذلك فقد تقطعت بهم السبل في جزيرة دوليونيون بسبب الطقس البري، ثم في إحدى الليالي ظهر هالسيون برسالة تمكنت الحورية ورائد الأرجل موبسوس من فهم ما كان يقوله الطائر واستيقظ جايسون لنقل النبوءة.

وفقًا لهالسيون سيتوقف الطقس البري فقط عندما يكرمون الإلهة الأم (ريا)، ولذلك سافر جايسون وآرجونوت إلى شواطئ تراقيا حيث بنوا مذبحًا وارتدوا أكاليل من أوراق البلوط، وتوسلوا إلى ريا لإنهاء العاصفة وسكبوا الإراقة عليها، وسمعت ريا توسلاتهم وأرسلت لهم إشارات، وفجأة امتلأت الأشجار بالفاكهة الوفيرة ونبتت أزهار براقة من الأرض حولها خرجت الوحوش من مخابئها، ومع ذلك كان الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو التدفق البري للمياه الذي تسببت فيه في التدفق إلى أسفل جبل دوليونيون حيث لم يكن هناك ماء في السابق (أصبح هذا معروفًا باسم نبع جايسون)، وأقاموا وليمة تكريمًا للإلهة على جبل الدببة حيث غنوا لها تسبيحها، وبحلول الفجر هدأ الطقس البري وتمكنوا من الإبحار بعيدًا عن الجزيرة.

أساطير أخرى حول ريا

لعبت ريا دورًا صغيرًا في الأساطير اليونانية المختلفة كما تم ترحيله في أرجونوتيكا بواسطة أبولونيوس روديوس، وبينما كان زيوس لا يزال يترعرع في جزيرة كريت سافر كرونوس إلى جبل بيليون حيث استلقى مع أوشنيد فيليرا، وصادف أنّ ريا صادفتهم وفي حالة من الذعر قفز كرونوس وتحول إلى فحل وهرب، وفي ترنيمة هومري لديميتر عاد بيرسيفوني إلى الأرض ولم شمله مع ديميتر بعد اختطافه ونقله إلى العالم السفلي بواسطة هاديس، وبعد عودتها أرسل زيوس ريا نيابة عنه لإعادة ديميتر إلى الآلهة، فاستمعت ديميتر إلى والدتها وعادت هي وبيرسيفوني إلى جبل أوليمبوس لتعيش بجانب بقية الآلهة.

ريا ودورها مع داكتيلس وكوريتيس

وفقًا لبعض التقاليد عندما كانت ريا تلد زيوس ضغطت أصابعها على الأرض وانبثقت منها داكتيلس خمس إناث من يسارها وخمسة ذكور من يمينها، واكتشف ذكر داكتيلس الحديد في جبل بيريسينثس بينما استقرت الإناث في ساموثراس وألقت تعويذات سحرية، وقيل أنّ أحد داكتيلس ويدعى سيلميس وتحول إلى حديد من قبل ريا كعقاب على إهانة الإلهة، وكان كوريتيس من رفاق ريا الذين ساعدوا في تربية زيوس في جزيرة كريت، وغنوا ورقصوا واشتبكوا مع دروعهم لإغراق صرخات الرضيع زيوس وحمايته من والده، ونتج عن ذلك أتباع ريا يرقصون ويغنون ويصطدمون بالدروع، وقيل أنّ كوريبانتس كانوا حاضرين للإلهة سايبيل، ومع ذلك استخدم بعض الكتاب القدامى بما في ذلك يوريبيدس وسترابو كلا المصطلحين لمرافقي ريا وسيبيل.

ريا وسيبيل

ارتبطت ريا ارتباطًا وثيقًا بسيبيل وهي إلهة فريجية كانت تُعبد في جميع أنحاء اليونان وروما والأناضول، وفي منتصف القرن السادس قبل الميلاد بدأ الكتاب القدامى في ربط سايبيل وريا ببعضهما البعض، وعلى سبيل المثال تمت الإشارة إلى شخصية العبادة المعروفة باسم ميتر باسم كل من ريا وسيبيل بالتبادل، وأعاد الارتباط بين الإلهة تأكيد هوية سايبيل كإلهة أم حيث كانت تُعرف الآن باسم أم الآلهة تمامًا مثل ريا، كما يفسر عبادة النشوة التي يقوم بها كل من عباده والتي تظهر في عبادة متر عبر العالم اليوناني القديم.

كما يُعتقد أنّ أصولها تعود إلى جزيرة كريت باعتبارها صلة مباشرة بقصة زيوس وكوريتيس، وبدأت ريا وسيبيل بهويتين منفصلتين ولكنهما أصبحا في الأساس مظهرين لنفس الإله، وبدأت ريا في الظهور في الفن اليوناني خلال القرن الرابع قبل الميلاد حيث ظهر ارتباطها بسيبيل في الأيقونات المرئية، وكانت عبادة ريا موجودة على جبل إيدا في جزيرة كريت بينما يمكن العثور على عبادة سايبيل على جبل إيدا في الأناضول.


شارك المقالة: