أسلوب الأمر في الهجاء عند لبيد بن ربيعة

اقرأ في هذا المقال


أسلوب الأمر في الهجاء عند لبيد بن ربيعة من الأساليب الشعرية المميزة له في شعره، فقد كان لبيد بن ربيعة بارعاً في التنويع في الأساليب مما أكسب قصائده الفصاحة.

الأمر في الهجاء عند لبيد بن ربيعة

من الأمثلة على أسلوب الأمر في الهجاء عند لبيد بن ربيعة:

رَأَيتَ اِبنَ بَدرٍ ذُلَّ قَومِكَ فَاِعتَرِف

غَداةَ رَمى جَحشٌ بِأَفوَقَ مالِكا

بِخَيرِكُمُ نَفساً وَخَيرُكُمُ أَباً

أَعَزُّهُمُ حَيّاً عَلَيهِم وَهالِكا

تَذَكَّرتَ مِنهُ حاجَةً قَد نَسَيتَها

وَبِالرَدهِ مِنهُ حاجَةٌ مِن وَرائِكا

فَإِن كُنتَ قَد سَوَّقتَ مِعزى حَبَلَّقاً

أَبا مالِكٍ فَاِنعِق إِلَيكَ بِشائِكا

أَبا مالِكٍ إِن كُنتَ بِالسَيرِ مُعجَباً

فَدونَكَ فَاِنظُر في عُيونِ نِسائِكا

أَبا مالِكٍ إِنّي لِحُكمِكَ فارِك

وَزَبّانُ قَد أَمسى لِحُكمِكَ فارِكا

هُمُ حَيَّةُ الوادي فَإِن كُنتَ راقِياً

فَدونَكَ أَدرِك ما اِزدَهوا مِن فَنائِكا

فهذه الأبيات احتوت على أفعال أمـر وعددها أربعة، وجميع الأبيات كانت تتضمن معنى يطغى عليها كلها؛ لأنّ الشاعر كان يحاصر ابن حصن بما يُعيبه؛ وذلك لكي يتوقف عما به من غرور وظلم، ففي الفعل (اعترف) يتضمن  الإلزام مع الإهانة، أي بمعنى: أنه يعترف بذل أعز واحد فيهم، فما باله بمن هو أدنى من ذلك؟ ويظهر أن لبيد بن ربيعة قد واجه الظلم من قِبل “عيينـة بـن حـصن”، ففي الأبيات الأولى يقوم بمعايرته بإذلال قومه وهزيمتهم يوم الردهة، ومقتل ابنه مالك، حيث يقول:

فَـإِنْ كُنْـتَ قَـدْ سَـوَّقْتَ مِعْـزَى حَبَلّقـاً

أبَــــا مَالِــــكٍ فَــــانْعِقْ إِلَيْــــكَ بِــــشَائِكا

وأما بالنسبة لمعنى “فانعق إليك بشائكا” فالنعيق: هو ما يدعو به الراعي الشاة، والكلام هنا يدل على التحقير والإذلال.

ثم بقوله: “فـدونك أدرك مـا ازدهـوا مـن فنائكـا” أي بمعنى انظر إلى الناس فلقد قاموا بالاستخفاف بك ولا يهمهم أمرك، فيتوضح لنا هنا أن أفعال الأمر جميعها جاءت لغرض السخرية والتحقير والتقليل من الشأن.


شارك المقالة: