أسماء الأفعال المضارعة

اسم الفعل في اللغة العربية هو كل كلمة تدل على فعل معين وتحمل زمنه ومعناه، واسم الفعل في النحو ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي: اسم فعل ماضٍ، واسم فعل الأمر، واسم فعل مضارع الذي يدل عليه الفعل المضارع ولا يقبل علامة من علاماته المعروفة، وسنتناول في هذا المقال تعريف اسم الفعل المضارع، وأحكام اسم فعل المضارع، وأمثلة كلمات عن اسم فعل المضارع في القرآن الكريم.

تعريف اسم الفعل المضارع

إن اسم فعل المضارع هو قسم من الأقسام الثلاثة لأسماء الأفعال في النحو، ويعمل عمل فعلها بجانب أسماء الأفعال الأخرى، وهو الذي يدلنا على زمن الفعل المضارع من دون أن نعتبره من الأفعال المضارعة؛ لأنه لا يقبل علامات الفعل المضارع ولا يعرب كإعراب الأفعال المضارعة، وكلمات اسم الفعل المضارع قليلة وفيما يلي اشهر هذه هي الكلمات:

– أفٍّ: والمقصود بها الضجر، وتكون دائماً مبنيةً على الكسرِ، وهنا نعربها: بأنها اسم فعل مضارع مبني على الكسرِ الظاهر على آخره والذي لا محل له من الإعراب، ويكون الفاعل ضمير مستتر بالوجوب تقديره أناز

ومثال على ذلك قوله تعالى: “أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله”.

– آهٍ: والمقصود بها هنا التوجع ونعربها: اسم فعل مضارع مبني على الكسرِ الظاهر على آخره ولا محل له من الإعراب، ويكون الفاعل ضمير مستتر بالوجوب تقديره أنا.

مثال على ذلك: آهٍ من قيدك أدمى معصمي.

– ويْ: المقصود بها  أتعجب، وجاءت كالعادة متّصلة بالحرف المشبه بالفعل “كأن”، وتكون إعرابها: اسم فعل مضارع مبني على السكون و لا محل لها من الإعراب، وكالعادة يكون الفاعل ضمير مستتر بالوجوب تقديره أنا.

مثال على ذلك قوله تعالى: “وأصبح الذين تمنَّوا مكانه بالأمس يقولون وَيْكَأَنَّ الله يبسط الرّزق لمن يشاء من عباده ويقدر لو لا أن مَنَّ الله علينا لخسف بنا و وَيْكَأَنَّه لا يفلحُ الكافرون”.

– قط: الدالة على معنى يكفي، وغالبًا ما تأتي متصلة مع الفاء فقط، ونعربها: اسم فعل مضارع مبني على السكون الظاهر على آخره، ويكون الفاعل هنا ضمير مستتر وجوبا تقديره ” أنت”.

مثال على ذلك: قطني ما فعلت بي.

أحكام اسم فعل مضارع

إن لاسم الفعل المضارع أحكام عديدة، ومنها ما يلي:

لا يقبل علامات الفعل المضارع

إن اسم فعل المضارع لا يتقبل قطعياً أي علامات الفعل المضارع، فهو لا يتقبل أن تظهر الضمة على آخره فلا يجوز أن أقول أفُ؛ لأنها تكون مبنية على الكسر أفٍ ولكننا نستطيع أن نضع الضمة في المعنى الذي يدل عليه اسم فعل المضارع وهو الضجر.

مثال: أنا أتُضجرُ، ولا يمكن أن نقول لن أفَ انما نستطيع أن نقول لن أتضجرَ.

 سماعية لا تغيير عليها

ونقصد بكلامنا أنها سماعية أي أن هذه الكلمات تم نُقلها في القدم عن العرب ولها استعمالات جاءت من أجلها، فلا نستطيع إضافة كلمة أخرى وضمّها لأسماء الأفعال المضارعة ونقول بأنها جاءت لتدل على معنى معيّن، أو جاءت لتغير ترتيب الحروف بالكلمة، أو تغيير حركتها، فهي ثابتة غير قابلة للتغيير، ويكون هنا فاعلها مستتر وجوباً مقدر تقديراً.

مثال على ذلك: آهٍ من الألم، فيكون هنا فاعل آه هو ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا.

فاعلها مستتر وجوبا

يكون هنا فاعل اسم فعل المضارع مستتر وجوباً، أي أنّنا لا يمكننا أن نظهره في الجملة فهو يُقدّر تقديراً دائمًا.

مثال على ذلك: آهٍ من الألم، فيكون فاعل آه هو ضمير مستتر بالوجوب تقديره أنا، ومن الجدير بالذكر أنّ الفاعل يكون في كل أسماء فعل المضارع مستتر وجوباً.

كلمات اسم فعل مضارع في القرآن

لقد جاء ذكر لبعض أسماء الأفعال المضارعة في القرآن، ولكن كان بشكل قليل، وسنذكر بعض هذه الكلمات:

– ويْ: ورد هذا الاسم في القرآن مرتين في آيةٍ واحدة من سورة القصص، قال تعالى : “وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ”.

– أُفٍ: ولقد جاء هذا الاسم في القرآن الكريم في ثلاث سورٍ مختلفة وهي:

1- سورة الإسراء، قال الله تعالى :“وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً”.

2- سورة الأنبياء، قال الله تعالى : “أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ”.

3- سورة الأحقاف، قال الله تعالى: “وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ”.

وفي النهاية نستنتج أن لاسم فعل المضارع أحكام وعلامات إعراب تميزه عن باقي أسماء الأفعال ولها تعريف خاص بها، قد تم ذكرها في القرآن الكريم.