نبذة عن أبو العتاهية:
هو اسماعيل بن القاسم العنزي، يُكنى بأبو إسحاق ولقب بأبو العتاهية؛ لأنّه كان متعته في العلم وأيضاً لأنّه عشق جارية زوجة المهدي عتبة وكتب بها أجمل الأبيات.
أشعار أبو العتاهية في الغزل:
عُرف الغزل عند أبو العتاهية أنّه كان رقيقاً، حيث تغزل بعتبة التي رفضته، ينقلنا أبو العتاهية في شعره إلى حبه لعتبة التي كانت جارية لزوجة المهدي، كانت هذه الجارية راكبة مع مجموعة من الخدم وكنت تتصرف في حوائج الخلافة وفي ذلك الوقت كتن أبو العتاهية قد أبصر عتبة وأحبها وتعلق قلبه بها وكتب فيها أجمل القصائد وأروعها وأكثرها عذوبةً وجمالاً، حيث قال ” أما عتبة فلا سبيل لك إليها وقد أمرنا لك …..”.
وبقي أبو العتاهية متغزلاً بعتبة وكان ينظم لها الأشعار، حتى أنه لقب أبو العتاهية؛ من شدة تعته وجنونه بعتبة، وقال في غزل عتبة:
إِخوَتي إِنَّ الهَوى قاتِلي
فَيَسِّروا الأَكفانَ مِن عاجِلِ
وَلا تَلوموا في اتِّباعِ الهَوى
فَإِنَّني في شُغُلٍ شاغِلِ
عَيني عَلى عُتبَةَ مُنهَلَّةٌ
بِدَمعِها المُنسَكِبِ السائِلِ
يا مَن رَأى قَبلي قَتيلاً بَكى
مِن شِدَّةِ الوَجدِ عَلى القاتِلِ
بَسَطتُ كَفّي نَحوَكُم سائِلاً
ماذا تَرُدّونَ عَلى السائِلِ
إِن لَم تُنيلوهُ فَقولوا لَهُ
قَولاً جَميلاً بَدَلَ النائِلِ
أَوكُنتُمُ العامَ عَلى عُسرَةٍ
مِنهُ فَمَنّوهُ إِلى قابِلِ
كَأَنَّها مِن حُسنِها دُرَّةٌ
أَخرَجَها اليَمُّ إِلى الساحِلِ
كَأَنَّ في فيها وَفي طَرفِها
سَواحِراً أَقبَلنَ مِن بابِلِ
لَم يُبقِ مِنّي حُبُّها ما خَلا
حُشاشَةً في بَدَنٍ ناحِلِ
وقال ايضاً:
كأنها من حسنها درة
أخرجها اليم إلى الساحل
كأنما فيها وفي طرفها
سواحر أقبلن من بابل
لم يبق مني حبها ماخلا
حُشاشة في بدن ناحل
يا من رأى قبلي قتيلا بكى
من شدة الوجد على القاتل
ويقول في موضع آخر:
يا عُتبَ سَيِّدَتي أَما لَكَ دينُ
حَتّى مَتى قَلبي لَدَيكِ رَهينُ
وَأَنا الذَلولُ لِكُلِّ ما حَمَّلتِني
وَأَنا الشَقِيُّ البائِسُ المِسكينُ
وَأَنا الغَداةَ لِكُلِّ باكٍ مُسعِدٌ
وَلِكُلِّ صَبٍّ صاحِبٌ وَخَدينُ
لا بَأسَ إِنَّ لِذاكَ عِندي راحَةً
لِلصَبِّ أَن يَلقى الحَزينَ حَزينُ
يا عُتبُ أَينَ أَفِرُّ مِنكِ أَميرَتي
وَعَلَيَّ حِصنٌ مِن هَواكِ حَصينُ
وكان السبب في نقل أبو العتاهية من حياة الغزل إلى حياة الزهد هو رفض عتبة له.