أشعار أبو فراس الحمداني في الفخر

اقرأ في هذا المقال


روميات أبو فراس الحمداني:

انتشر شعر أبو فراس الحمداني بشكلٍ كبير، كما أن شعره كان أكثر شهرةً من من شعر شعراء العصر العباسي، كما يُعرف أبو فراس الحمداني بأنه شاعر العاطفي بما فيها من شوق وحنين وذكرى وآمال وأحداث.

يسمى شعر أبو فراس الحمداني الذي كتبه وهو آسير عند الروم بالروميات، حيث تُعد الروميات صورةً واقعيةً للشاعر أبو فراس الحمداني، إلى جان ذلك فقد ذكر في شعره بالروميات أبرز الخصائص والموضوعات، ومنها:

  • الحنين والشوق والذكريات إلى الوطن.
  • الصبر والبطولة التي عاشها أبو فراس الحمداني.
  • الوفاء والحب والبر لأمير حمدان.
  • كتمان المحبة والعتاب والشكوى لسيف الدولة الحمداني.

أشعار أبو فراس الحمداني في الفخر:

قد عاش أبو فراس الحمداني حقلةً شديدةً من التنافس على العزة والفخر، وقد كان يثبت نفسه وذاته في أشعاره التي كانت تُلقى في بلاط سيف الدولة الحمداني، فكانت الوسيلة التي يثبت نفسه والتغلب على المنافسين له هي الشجاعة والشعر.
كان أبو فراس الحمداني يشارك مع سيف الدولة الحمداني في المعارك وقد كان ينشد بالمديح إلى سيف الدولة الحمداني، وعندما وقع أبو فراس آسيراً لدى الروم فقد كتب هذه القصيدة التي فيها اعتزاز بالنفس ومحاولة رد الاعتبار بالكبرياء والعظمة لنفسه فقد قال هذه القصيدة والتي كان مطلعها وإني لجرار لكــل كتــــيبة.

وإني لجرار لكــل كتــــيبة
معــودة أن لا يخل بها النصر
وإني لنزال بــكل مخوفـــة
كثير إلى نزالــها النظر الشزر
فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا
وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ويا رب دار لــم تخفني منيعة
طلعـت عليها بالردى وأنا الفجر
وحي رددت الخيـل حتى ملكته
هزيما وردتني البراقــع والخُمر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امريء
فليـــس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي الفرار أو الردى
فقلت همـا أمــران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لمــا لا يعيبني
وحسبك من أمريـن خيرهما الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى
فقـلت أما والله مــا نالني خسر
وهل يتجافى عني الموت ساعة
إذا ما تجافى عني الأســر والضر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
فلم يمت الإنسـان ما حيي الذكر
سيذكرني قومي إذا جــد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقـد البدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه
وتلك القنا والبيض والضُّمر الشقر
وإن مت فالإنسان لا بــد ميت
وإن طالت الأيــام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به
و ما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن أناس لا تـوسط عنـــدنا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن خطب الحسناء لم يغله المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخر

فقد قال في موضع آخر في قصيدة آراك عصي الدمع مقطوعة عن الفخر، قائلاً:

ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ

فقد قال أيضاً:

أسرتُ وما صَحبي بِعُزلٍ، لَدى الوغَى
ولا فَرسي مُهر، ولا ربّهُ غَمْرُ
ولكن إذا حَمّ القضاءُ على امرئ
فليسَ له بَرٌّ يقيهِ، ولا بَحرُ
قالَ أُصّيحابي: الِفرار أو الرّدى؟
فقلتُ: هما أمرانِ أحلاهُما مرُّ
ولَكنني أمضي، لِما لا يُعيبُني
وحَسْبك من أمرينِ خيرهُما الأسرُ

وفقد قال أيضاً بالفخر في قبيلة، قائلاً:

فإن تمضي أشياخي فلم يمضِ مجدها
ولا دثرت تلك العلى والمآثرُ

نُشيدُ كما شادوا ونَبني كما بنوا
لنا شرفٌ ماضٍ وآخر حاضرُ

ففينا لدين الله عزٌ ومَنعةٌ
وفينا لدين الله سيفٌ وناصرُ


شارك المقالة: