أشعار الهجاء الساخر في العصر العباسي

اقرأ في هذا المقال


الهجاء الساخر ” التصوير الكاريكاتوري “:

يعد الهجاء بشكل عام معتمداً على مقطوعات قصيرة وهذا يعود إلى تطوير الحياة في العصر العباسي، حيث يعد الهجاء الساخر واحد من الأغراض والموضوعات التي شهدت تطورات فنية التي تستهدف إلى إضحاك الناس على المهجو ويسخرون به فقد يرسم الشاعر شخصية المهجو المعنوية والحسية رسماً ساخراً أو كاريكاتورياً يضحك الناس، وقد يستخدم الشاعر في هذا النوع من الهجاء عناصر الفكاهية الشائعة بين الناس، فالهجاء الساخر يصور طريقة تعبيرية فردية عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأيضاً الهجاء الساخر هو محاولة إلى تجاوز والوصول إلى ما هو أفصل وذلك بالغصلاح والتغيير وكشف الزيف ومواجه التشوه.

أشعار الهجاء في العصر العباسي:

أزدهر الهجاء السّاخر عند ابن الرومي وقد عرف به ونسب له ولكن الأصل يعود إلى دعبل الخزاعي وهذا الشاعر الذي رسم الهجاء والسخرية، قال الشاعر منصور الأصفهاني يهجو المغيرة، قائلاً:

وجه المغيرة كله أنف
موف عليه كأنّه سقف

رجل كوجه البغل طلعته
ما ينقضي من قبحه الوصف

من حيث ما تأتيه تبصره
من أجل ذاك أمامه خلف

حصن له من كل نائبة
وعلى بنيه بعده وقف

جفَتِ المدائح عن خلائقه
ولقد يليق بوجهه القذف

وأيضاً دعبل الخزاعي لقد هجا جاره الذي سرق ديكه وأكله هو وأسرته فقال جاره أنا لم أفعل ذلك فقام دعبل الخزاعي فشهَّر فيه بالمسجد، قائلاً:

أسر المؤذن صالح وضيوفه
أسر الكميّ هفا خلال الماقط

بعثوا عليه بنيهم وبنانتهم
من بين ناتفة وآخر سامط

يتنازعون كأنَّهم قد أوثقوا
فلقان أو هزموا كتائب ناعط

نهشوه فانتزعت له أسنانهم
وتهشمت أقفاؤهم بالحائط!


شارك المقالة: