أشهر الأشعار في رثاء الأبناء

اقرأ في هذا المقال


رثاء الأبناء:

الرثاء هو كتابة الشعر للميت فقد يعرف هذا النوع فن من فنون الشعر العربي الذي يعبر عمّا في نفس الشاعر من حزن على المرثي، فقد يحتل شعر الرثاء أعلى المراتب الشعر العربي وقد عرف منذ العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا فيقوم الشاعر بذكر محاسن المرثي ويعبر عن إحساسه اتجاه الميت.

فقد يجسد شعر رثاء الأبناء نمطاً عاصر كل العصور ويعرف شعر رثاء الأبناء من أشرف وأطهر وأصدق الأشعار في الشعر العربي، وشعر رثاء الأبناء يعكس هذا الشعر على الشاعر من رقة المشاعر والأحاسيس التي تتأثر بها قصائد الشاعر، وأيضاً يعبر الشاعر عن حزنه الشديد لفقد ابن من ابنه وتظهر ذلك بمظاهر الحزن مثل: البكاء وأرق وغيرها.

أشهر الأشعار في رثاء الأبناء:

كثير من الشعراء كتبوا في شعر رثاء الأبناء ومنهم ابن الرومي الذي يعد أفضل من استخدم البكاء مظهراً من مظاهر الحزن، عندما مات ابنه الأوسط محمد فأخذ يبكي عليه بكاء شديد، قائلاً:

بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي،
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بنيّ الذي أهدته كفّاي للثَّرى
فيا عزّة المهدى ويا حسرة المهدي
ألا قاتل اللَّه المنايا ورميها
من القَوم حبّات القلوب على عمد
توخى حمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيفَ اختار واسطة العقدِ
على حين شمت الخير من لمحاته،
وآنست من أفعاله آية الرّشدِ
طواه الرّدى عنّي فأضحى مزاره
بعيداً على قرب قريباً على بعدِ
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها،
وأخلَفت الآمال ما كان من وعدِ
لقد قلّ بين المهد واللّحد لبثه
فلم ينس عهد المهد إذ ضمّ في اللحدِ
تنغَّص قبل الريّ ماء حياته
وفجع منه بالعذوبة والبردِ
ألح عليه النزف حتى أحاله
إلى صفرة الجادي عن حمرة الوردِ

وأيضاً نموذجاً آخر من شعر رثاء الأبناء قال الشاعر محمود مرعي في رثاء ابنة عائشة، قائلاً:

كانت عروس الدار أَجمل وردة
تهدي الشّذا للبيت والسكان
وتوزع البسمات في جلساتها،
ويفيض منها البشر للجيران
آلكل عن أخلاقها قد حدّثوا،
أَو طيبها والعقل والرّجحان
كانت ملاكي في الحياة وحارسي
إِن قلت عشعش صوتها لبّاني
ركضت تسابق ضحكها نحوي وكم
ساقت طرائفها إِلى آذاني
وإِذا صرخت مغاضبا ومعاتبا
هبت تراضيني أَنا هيّاني!
وتلفني بذراعها وحنانها
وببسمة تستل ما أعياني
وتقرِب الخد الطهور لقبلة
وتغيب والأفراح ملء جناني


وتوزِّع البسمات في جَلساتها
ويفيض منها البشر للجيرانِ
اَلكلّ عن أَخلاقها قَد حَدّثوا
أَو طيبها والعقل والرّجحانِ
كانت ملاكي في الحَياة وحارِسي
إِنْ قُلت “عُشعشَ” صوتها لبّاني
ركضَت تسابقُ ضَحكها نَحوي وكَم
ساقَت طرائفَها إِلى آذاني
وإِذا صرختُ مُغاضِبا ومُعاتِبا
هَبت تُراضيني “أَنا هِيّاني!”
وتلُفّني بذراعها وحنانها
وببسمة تستلّ ما أَعياني
وتقرِّب الخدّ الطّهور لقبلةٍ
وتغيب والأفراح ملء جناني


شارك المقالة: