اقرأ في هذا المقال
إن الأدب في العصور الوسطى يتكون من الأعمال الكتابية في أوروبا في ذلك الوقت، وبصورة عامة يقوم المؤرخون بتحديد هذه المدة بين انهيار الرومان وبين الظهور لبداية لعصر النهضة، وأثناء هذه المدة قام البيزنطيون في أوروبا من الشرق بمواصلة الإبداع في أدب اليونان، والذي احتوى على الأشعار وفنون النثر والدراما.
أصول الأدب في العصور الوسطى
شهدت القرون الوسطى المتأخرة ازدهاراً في الأدب الإبداعي بصورة رئيسية باللغات العامية، ومن جهة أخرى ظهر نوع من الشعر وهو الشعر الغنائي والدرامي بصورة أساسية فيهذه الفترة، وكانت الأعمال الأدبية مكتوبة في تلك الفترة باللغة اللاتينية، حيث كانت هي اللغة الرسمية للثقافات المتعددة في ذلك العصر.
والثقافة الأدبية كانت مزدهرة بشكل كبير في هذه العصور، وتم بعد ذلك انتشار الأدب بلغات متعددة ومختلفة، وأسهم هذا الأدب بصورة كبيرة على التأثير الدائم على الإنجازات الخيالية الجديدة.
وترجع معظم أشكال شعر القرون الوسطى القديمة إلى نهايات القرن السابع، وذلك عندما تم البدء في التسجيل في الكتابة، وبالرغم من ذلك فإن البدايات لأدب العصور الوسطى نفسه ليس لها تاريخ محدد ومعروف.
ومن الجدير بالذكر أنه من الصعوبة أن يتم معرفة الجذور الأولى لأدب القرون الوسطى، وكذلك صعوبة معرفة أسماء مؤلفين محددين بعينهم؛ نتيجة عدم وجود حركة بؤرية للأدب في ذلك الوقت، وبالرغم من ذلك فمن المتعارف عليه أنه في بداية العصر تم نقل المناشير وأغلب القصص بالأسلوب التقليدي وهو الطريقة الشفهية، وتم حفظ عدد قليل من الإنجازات الأدبية في الوقت المناسب.
النثر والشعر في الأدب في العصور الوسطى
خصائص النثر
من أهم الأعمال النثرية والثقافية الأساسية في العصور الوسطى هي التي تحتوي على موضوع الفروسية، فمن خلال هذا الموضوع يتم التأكيد على الأخلاق والولاء والنبل، والالتزام بالسلوك المهذب ومعاني الشرف بصورة عامة.
وقد كانت النظرة إلى الفروسية في هذا العصر على أنها مجموعة من المعايير وأي سلوك يستلزم الشرف، ودمج القيم العليا في النثر في العصور الوسطى المتأخرة بشكل خاص.
وأيضاً تناول النثر الأساطير ذات الموضوع البطولي والملحمي، على الرغم من أن هناك الكثير من أنواع القصص الأخرى التي تم تداولها مثل القصص الخيالية، وكذلك تمت صياغة القصص القديمة ذات المحتوى الساخر.
خصائص الشعر
الموضوع الأكثر بروزاً من أنواع الشعر في العصور الوسطى هو الشعر الغنائي وبالأخص الشعر الذي تناول “الحب والمغازلة”، فمن خلال هذا الشعر يقوم الشاعر بالتعبير عن إحساسه لمحبوبته بأسلوب شهم، وفي الغالب ما يستخدم أسلوب الندب لعدم مبالاة المحبوبة له.
وأيضا فقد تم الاستكشاف في هذه الفترة الكثير من مواضيع الشعر في القدم، وتحتوي في مضمونها على الإخلاص للدين والثناء والرثاء وتعليم الأخلاق وغيرها من الأغراض.
وتم ظهور الكثير من الأعمال الأدبية باللغات التعليمية الكثيرة (اللغة اليونانية في الشرق واللغة اللاتينية في الغرب)، وبالرغم من ذلك فإن الشعر الغنائي هو الغرض الأكثر انتشاراً آنذاك كتب بصورة رئيسية في اللغات العامية، وفقاً للأشكال في العصور التي قبلها، ولقد كان الشعر الغنائي في هذه العصور غالبًا عبارة عن أغاني.
وفي هذه العصور كانت المناشير تعتبر مصدر للتسلية والترفيه، فقد كان الشعراء والمغنيين يقومون بالتجول، وفي العادة تكون حالتهم الاجتماعية والاقتصادية منخفضة، فقد كانوا يقومون بأعمال أدبية بسيطة بشكل نسبي.
خصائص الأدب في العصور الوسطى
الشفوية
بحلول فترة القرون الوسطى كانت القراءة والكتابة نادرة بشكل كبير، وكانت وسيلة نقل القصص يتم بشكل شفهي، فقد كانت هذه هي الوسيلة التي ينبغي على المؤلفين والأدباء أن يتبعوها لإيصالها بالناس لتعريفهم بها.
اللغة
كانت اللغة اللاتينية هي اللغة السائدة في هذه الفترة، وبهذه اللغة كانت الأعمال الأدبية تُنفذ، وفي الإمبراطورية الغربية فقد كانت اللغة هي اللغة اليونانية.
الدين
من بين أنواع الأدب فقد ساد الأدب الديني في تلك الفترة، فالدين كان هو مركز كل شيء كطريقة للوصول إلى الخالق.
التقليد
كان العمل الأدبي في هذه الفترة قائم على التقليد فلم يكن العمل أصلياً بحد ذاته، فمن الممكن وقتها القيام بإعادة إنشاء قصة مشهورة أو مكتوبة قبل ذلك ويكون بذلك عملاً أدبياً جديداً.
وقد يكون السبب في الاتجاه إلى التقليد هو الطريقة الشفهية لنقل الأدب في هذه العصور، وبسبب عدم وجود نسخ محسوسة بشكل رسمي للأعمال الأدبية، فلم يكن هناك أدلة مكتوبة وقتها.
نستنتج أن الأدب في العصور الوسطى قد تميز بعدة خصائص تميزه عن غيره وأبرزها التقليد، فقد كانت الأعمال الأدبية سواء في الشعر أو النثر عبارة عن إعادة صياغة لأعمال أدبية تم نقلها بصورة شفهية.