قصة الصياد الفقير والسمكة الذهبية

اقرأ في هذا المقال



هي حكاية خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم، حكاية رقم 85. إنها من نوع Aarne-Thompson من النوع 555، الصياد وزوجته، يليها النوع 303، إخوة الدم.

الشخصيات:

  • الصياد.
  • زوجة الصياد.

  • الأبناء.

قصة الصياد الفقير والسمكة الذهبية:

كان هناك رجل فقير وامرأة فقيرة لم يكن لديهما سوى كوخ صغير، كانوا يكسبون رزقهم عن طريق الصيد، وكانوا يعيشون دائمًا بفقر وعوز، ولكن حدث ذات يوم، عندما كان الرجل جالسًا بجانب الماء ويلقي شبكته، أنه خرجت سمكة من الذهب بالكامل وبينما كان ينظر إلى السمكة المليئة بالدهشة بدأت تتحدث قائلة: اسمع، أيها الصياد، إذا كنت ستعيدني مرة أخرى إلى الماء، فسوف أقوم بتغيير كوخك الصغير إلى قلعة رائعة، ثم أجاب الصياد: ما فائدة القلعة إذا لم يكن لدي ما آكل؟ تابعت السمكة الذهبية سيكون هناك خزانة في القلعة عندما تفتحها، يجب أن تجد أطباق من أرق أنواع اللحوم، وعددها الذي قد ترغب فيه.
قال الرجل: إذا كان هذا صحيحًا، فعندئذ يمكنني أن أقدم لك معروفًا وأعيدك للماء، حينها قالت السمكة: نعم، ولكن هناك شرط أنك لن تخبر أي شخص في العالم، مهما كان، من أين أتى حظك السعيد، إذا تكلمت لو بكلمة واحدة، سينتهي كل شيء، ثم ألقى الرجل السمكة الرائعة مرة أخرى في الماء وعاد إلى المنزل وعندما عاد لبيته وجد أنّه في المكان الذي كان يقف فيه كوخه في السابق، أصبحت الآن قلعة كبيرة، عندها فتح عينيه على مصراعيها، ودخل فرأى زوجته مرتدية ملابس جميلة، وتجلس في غرفة رائعة.
كانت سعيدة للغاية، وقالت: زوجي، كيف حدث كل هذا؟ إنه يناسبني جيدًا، قال الرجل: نعم، هذا يناسبني أيضًا، لكنني جائع بشكل مخيف، فقط أعطني شيئًا لآكله، حينها قالت الزوجة: لكن ليس لدي شيء ولا أعرف أين أجد أي شيء في هذا المنزل الجديد، فقال الرجل: ليست هناك حاجة لمعرفتك، لأني أرى هناك خزانة كبيرة، فقط افتحيها، وعندما فتحتها وجدت هناك الكعك واللحوم والفواكه.
ثم صرخت المرأة بفرح: ماذا تريد أكثر يا عزيزتي؟ فجلسوا وأكلوا وشربوا معاً، وعندما شبعوا، قالت المرأة: لكن أيها الزوج، من أين تأتي كل هذه الثروات؟ فأجابها : للأسف لا تسأليني عن ذلك، فأنا لا أجرؤ على إخبارك بأي شيء لأنني إذا أفصحت عن ذلك لأي شخص، فإن كل ثروتنا الطيبة ستنتقل.
قالت الزوجة: جيد جدًا، إذا كنت لا تريد أن أعرف أي شيء، فأنا لا أريد أن أعرف أي شيء، ومع ذلك، لم تكن جادة ولم ترتاح أبدًا ليلًا أو نهارًا، وقد حثت زوجها حتى كشف في النهاية أن كل شيء كان بسبب سمكة ذهبية رائعة كان قد اصطادها، والتي في المقابل أعطى حريتها، وبمجرد أن تم الكشف عن السر، اختفت القلعة الرائعة والخزانة على الفور وعادوا مرة أخرى في كوخ الصياد القديم، واضطر الرجل إلى متابعة تجارته السابقة وصيد الأسماك.
لكن الحظ كان جيداً معه، لدرجة أنه سحب السمكة الذهبية مرة أخرى، فقالت السمكة:اسمع، إذا رميتني مرة أخرى في الماء مرة أخرى، فسأعطيك القلعة مرة أخرى بخزانة مليئة باللحوم المشوية والمسلوقة، كن حازماً فقط من أجل حياتك ولا تكشف لأحد ما لديك، أو ستفقدها مرة أخرى، أجاب الصياد: سأهتم هذه المرة جيدًا بأن لا أكشف السر، وألقى بالسمكة في الماء.
والآن في المنزل، كان كل شيء مرة أخرى في روعته السابقة حيث شعرت الزوجة بسعادة غامرة لحسن حظهم، لكن الفضول لم يفارق الزوجة، لذا بعد يومين بدأت تسأل مرة أخرى كيف حدث ذلك، وكيف تمكن من تأمينه، ولكن ظل الرجل صامتًا لفترة قصيرة، لكنها في النهاية غضبت بشدة لدرجة أنه انفجر وأفشى السر، ثمّ في لحظة اختفت القلعة، وعادوا مرة أخرى في كوخهم القديم.
فقال الرجل: الآن أنظري ما حدث، يمكننا قضم العظام مرة أخرى، فقالت المرأة: أنا أفضل أن لا أملك ثروة، إذا لم أكن أعرف من أين تأتي، ثمّ عاد الرجل للصيد، وبعد فترة صادف أن سحب السمكة الذهبية للمرة الثالثة، فقالت السمكة: اسمع، أرى جيدًا أنني مقدر أن أقع في يديك، خذني إلى المنزل وقسمني إلى ست قطع ثمّ أعط زوجتك اثنين منهم لتأكلهما، واثنان لحصانك، وادفن اثنين منهم في الأرض، ثم سيقدمون لك نعمة.
أخذ الصياد السمك معه إلى المنزل وفعل ما أمره به، وحدث أنه من القطعتين اللتين دفنتا في الأرض، ظهرت زنابق ذهبية، أمّا الحصان كان لديه اثنين من المهرات الذهبية، ثمّ وأنجبت زوجة الصياد طفلين كانا بالكامل من الذهب، وبعد ذلك نشأ الأطفال وصاروا من أجما الأطفال، ونمت الزنابق والخيول كذلك، وفي يوم من الايام قال الفتيان: أبي، نريد أن نصعد على أحصنتنا الذهبية ونسافر في العالم، لكنه أجاب بحزن: كيف سأحتمل، إذا ذهبتم بعيدًا ولا أعرف ما سيحدث معكما؟
ثم قالوا: ستبقى الزنابق الذهبية هنا، وبواسطتهم سوف ترى كل ما سيحدث معنا، إذا بقيت الزنابق مزهرة، فنحن بصحة جيدة أمّا إذا ذبلنّ، فنحن لن نكون بخير، أمّا إذا ماتت، فنحن أموات، فركبوا وأتوا إلى نزل كان فيه كثير من الناس وعندما رآهم الناس وهم رجال ذهبية وبدأوا يضحكون ويسخرون منهم، وعندما سمع أحدهم السخرية شعر بالخجل وقرر أنّه لن يخرج إلى العالم، ثمّ عاد إلى المنزل مرة أخرى إلى والده، لكن الآخر سار إلى الأمام ووصل إلى غابة كبيرة.
وعندما كان الأخ الآخر يمضي بطريقه، قال له الناس: ليس من الآمن لك الركوب والمضي وحدك، الطريق مليء باللصوص الذين سيعاملونك معاملة سيئة، وسوف تصاب بالمرض، وعندما يرون أنك من ذهب وأن حصانك بالمثل، سيقتلكونك بالتأكيد، لكنه لم يسمح لنفسه بالخوف، وقال: لا بد لي من السفر ومتابعة طريقي، ثمّ أخذ جلد الدب وغطى بها حصانه حتى لا يرى الناس أنّه من الذهب، وسافر في الغابة بلا خوف، وبعدما واصل السير قليلاً، سمع حفيفًا في الأدغال، وسمع أصواتًا تتحدث معًا.
من جهة جاءت صرخات كانت تقول: هناك واحد، ولكن صوت آخر كان يقول: دعه يذهب، إنه رجل فقير وعاري مثل فأر، ماذا نستفيد منه؟ فركب الرجل الذهبي بفرح عبر الغابة ولم يصيبه أي شر، وفي يوم من الأيام دخل قرية رأى فيها فتاة كانت جميلة جدًا لدرجة أنه لم يصدق أنها أجمل مما كانت عليه في العالم، ولما استحوذ عليه حبها العظيم، تقدم إليها وأخبرها أنّه يحبها من كل قلبه، وطلب منها الزواج؟

فرحت الفتاة كثيرًا لدرجة أنها وافقت وأخبرته أنّها ستكون زوجته، وستكون صادقة معه طوال حياتها، وبعدما تزوجوا و كانوا في أعظم سعادة، جاء والد العروس، فلما رأى أن زفاف ابنته يحتفل به، دُهش وقال: أين العريس؟ وبعدما ظهر له الطفل الذهبي، الذي كان لا يزال يرتدي جلود دبه، ثم قال الأب بغضب: هذا المتشرد لن يتزوج ابنتي، وكان على وشك قتله.
ثمّ توسلت العروس بأقصى ما تستطيع وطلبت منه أن يرضى بهذا الزواج لأنّها تحبه من كل قلبها، حتى سمح أخيرًا بزواجهما، ومع ذلك، لم تغادر الفكرة رأسه أبدًا، لذلك قام في صباح اليوم التالي مبكرًا، راغبًا في معرفة ما إذا كان زوج ابنته متسولًا، ولكن عندما اختلس النظر، رأى رجلاً ذهبيًا رائعًا في السرير، وجلود الدببة ملقاة على الأرض، ثم عاد وفكر: يا له من شيء جيد أنني كبحت غضبي! عنما كنت سأرتكب جريمة كبرى، في تلك الأثناء كان الرجل الذهبي يحلم أنه يركب لمطاردة الأيل الرائع، وعندما استيقظ في الصباح، قال لزوجته: يجب أن أخرج للصيد.
فركب فرسه إلى الغابة، ولم يمض وقت طويل قبل أن يعبر الأيل الجميل طريقه تمامًا وفقًا لحلمه، سدد نحوه وكان على وشك إطلاق النار عليه، عندها هرب الأيل بعيدًا ثمّ قام بمطاردة الأسيجة والخنادق طوال اليوم دون الشعور بالتعب، وفي المساء اختفى الأيل من عينيه، وعندما نظر الرجل الذهبي حوله، كان يقف أمام منزل صغير، حيث كانت هناك ساحرة.
فطرق الباب ثمّ خرجت امرأة عجوز صغيرة وسألت: ماذا تفعل في هذا الوقت المتأخر في وسط الغابة؟ فسألها عن الأي لإذا كانت قد رأته، فأخبرته أنّها رأته، وفي تلك الأثناء خرج من المنزل كلب صغير كان ينبح بعنف على الرجل، فقال: هل تصمت، أيها الكلب البغيض، أو سأطلق عليك وأقتلك، ثم صرخت الساحرة بغضب: ماذا! هل ستقتل كلبي الصغير؟ ومن شدة غضبها حولته بسحرها حتى صار كحجر.
وحين كانت عروسه تنتظره في تلك الأثناء، كان الأخ الآخر يقف بجانب الزنابق الذهبية، عندما تدلت أحداهنّ فجأة، فحزن الأخ وقال: لقد واجه أخي مصيبة كبيرة! يجب أن أذهب لأرى ما إذا كان بإمكاني إنقاذه، ثم امتطى حصانه الذهبي، وركب منه ودخل الغابة العظيمة، حيث كان شقيقه يرقد وتحول إلى حجر خرجت الساحرة العجوز من منزلها ونادته راغبة في إيقاظه أيضًا.
لم يقترب منها ، لكنه قال: سأطلق عليك النار، إذا لم تعيد الحياة لأخي، وبعدما لمست الحجر بإصبعها على الرغم من عدم رغبتها في ذلك، عاد على الفور شكله البشري، وابتهج الرجلان الذهبيان عندما رأوا بعضهما البعض مرة أخرى، وانطلقا معًا خارج الغابة، واحدًا لمنزل زوجته والآخر لأبيه، ثم قال الأب: كنت أعرف جيدًا أنك أنقذت أخيك لأن الزنبق الذهبي نهض فجأة وازدهر مرة أخرى، ثم عاشوا سعداء وازدهرت الزنابق معهم حتى وفاتهم.



شارك المقالة: