ألهاكم التكاثر

اقرأ في هذا المقال


الآية:

(أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (١) حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ (٢))

كم مرّة قرأنا سورة التكاثر، بل منذ متى ونحن نحفظها؟

هذه السورة التي تحكي حالنا مع أنفسنا ودنيانا، نتكاثر في كل شيء: في الأولاد، في الزوجات… في الأرصدة… في المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى غير ذلك من صور التكاثر.

والتكاثر في ذاته لا يذم من حيث هو، إلّا أدّى إلى ما حذّرت منه سورة التكاثر، فهل وقعنا في المحذور؟؟ الجواب لا يحتاج إلى كلفة في البحث عنه، فأدنى تأمل في واقع الناس يكشف عن الجواب.

لكن ماذا عن أثر نسيان المصير الذي سنقدم عليه؟
يجيب الإمام القرطبي رحمه الله تعالى فيقول:

قال العلماء: ينبغي لمن أراد علاج قلبه وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه، أن يكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وموتم البنين والبنات، ويواظب على مشاهدة المحتضرين، وزيارة قبور أموات المسلمين.

فهذه ثلاثة أمور، ينبغي لمن قسا قلبه، ولزمه ذنبه، أن يستعين بها على دائه، ويستصرخ بها فتن الشيطان وأعوانه، فإن انتفع بالإكثار من ذكر الموت، وانجلت به قساوة قلبه فذاك، وإن عظم عليه ران القلب، واستحكمت فيه دواعي الذنب، فإنّ مشاهدة المحتضرين، وزيارة قبور أموات المسلمين، تبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول؛ لأنّ ذكر الموت إخبار للقلب بما إليه المصير، وقائم له مقام التخويف والتحذير.

نسأل الله أن يرزقنا الاستعداد للقائه، وأن يجعل أعمارنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه.


شارك المقالة: