نشأة القصة في الأدب العربي
تُعدّ القصة من أقدم الفنون الأدبية في الحضارة العربية، حيث نشأت في العصر الجاهلي على شكل أخبار يتداولها العرب فيما بينهم. اتّخذت هذه الأخبار أشكالًا مختلفة، مثل:
- الأخبار: وهي حكايات واقعية تتعلق بأحداث تاريخية أو شخصيات مشهورة.
- الأمثال: وهي عبارات قصيرة تُستخدم للتعبير عن الحكمة أو العِظة.
- القصص الخرافية: وهي حكايات خيالية تُستخدم للتسلية أو تعليم الأطفال القيم الأخلاقية.
أنواع القصص في الزمن الماضي
تعدَّدت أنواع القصص في الزمن الماضي وتطوّرت حتّى أصبحت على ما هي عليه الآن بالشكل المتناسق والمطوّر. ونذكر أهم أنواع القصص في هذا المقال على النحو التالي:
أولاً: القصص الموضوعيّة
وهي القصص التي لها أصل تاريخي، كما يُعتبر أبطال هذه القصص شخصيات حقيقيّة نشأت في الحرب، أو في قصة حب حقيقيّة، كما أنَّ أحداثها الرئيسية وقعت في التاريخ، لكنَّها تغيّرت بمرور الزمن، هذا عندما تناقلتها الألسُن بالرواية، حيث كان الراوي يتناول القصة من مصدرها في الوقت نفسه، ويرويها للناس على حسب هواه، فيعتبر في هذه الحالة راوياً ومؤلفاً في ذاتِ الوقت.
ومعظم هذه القصص مجهولة المؤلف؛ مثل قصة عنترة، مجنون ليلى، الأميرة ذاتِ الهِمّة، سيرة بني هلال وغيرها من القصص الموضوعة.
ثانياً: قصص منقولة
وهي القصص التي نُقِلت عبر التاريخ، ومنها ما نُقِل بشكل حرفي وبكل أمانة؛ مثل قصص كليلة ودمنّة. ومنها من تعرض لعمليات الإضافة، أو الحذف، أو أيّة نوع من التغيير، مثل قصة ألف ليلة وليلة.
أنواع القصة حديثا
القصة القصيرة
تُعتبر القصة القصيرة نوعاً أديباً حديثاً لا يتجاوز عمره الأدبي المئتي عام. ومع مطلع القَرن العشرين أصبحت جزءاً من الأدب العربي، كما أصبحت تُعبِّر عن فن جديد يتحدث عن مشاعر البسطاء وآمالهم.
وتُعدُّ القصة القصيرة سرداً موجزاً للنثر. ولا يوجد للقصة القصيرة طول محدد، لكنَّ نطاق الكلمات فيها يتراوح ما بين 1500و 30000 كلمة. وتُعتبر السِّمة المميزة للقصص القصيرة، هي أنَّه من المفترض قراءتها في جلسة واحدة، كما أنَّها مصممة لإنتاج تأثير واحد. وتحتوي القصص القصيرة على حبكة و تصاعد للأحداث في فترة زمنية قصيرة، لذلك قد يحتوي فقط على إعداد واحد ومشاهد قليلة.
الرواية
تُعرّف الرواية على أنَّها قصة نثريّة تمتاز بالطول والتعقيد. وتُعتبر شكلاً مبدعاً للتعامل مع التجربة الإنسانيّة، حيث تتكوّن من سلسلة متصلة من الأحداث والتي تُركّز على مجموعة من الأشخاص في بيئة محددة، حيث تكون ضمن إطار واسع.
كما تُعتبر أطول أنواع القصص الخياليّة النثريّة في الأدب الحديث، فهي تُعتبر قصة طويلة تصف الشخصيات والأحداث، حيث يتراوح عدد الكلمات فيها حوالي 50000 كلمة وليس بالضرورة أن تُقرأ في جلسة واحدة.
حيث تمتاز الرواية باحتوائها على العديد من الشخصيات، السمات والروابط الفرعيّة، التي تجعل المحتوى أكثر تعقيداً من الأنواع الأدبيّة الأخرى.
ويُمكن أن تغطّي الرواية أيضاً فترة زمنية طويلة، كما تمتدّ بعض الروايات لعدة أجيال، ذلك على العكس تماماً من القصص القصيرة، كما يُمكن تقسيم الرواية إلى عدّة فصول. وفي بعض الأحيان إلى مُجلدات، كما أنَ الروايات تنقسم إلى عدة أنواع مختلفة: مثل الروايات التي تتحدث عن الطبيعة الخارقة، روايات الإثارة، الخيال، الرومانسية، الغربية وغيرها من الأنواع المختلفة.
تطور القصة في الأدب العربي
مع مرور الزمن، تطوّرت القصة في الأدب العربي وظهرت أنواع جديدة، مثل:
- القصص القرآنية: وهي قصص تُروى في القرآن الكريم، مثل قصة سيدنا يوسف وقصة موسى وفرعون.
- القصص النبوية: وهي قصص تُروى عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل قصة غزوة بدر وقصة هجرة الرسول.
- القصص الملحمية: وهي قصص طويلة تُروى عن بطولات وأحداث تاريخية، مثل ملحمة سيف بن ذي يزن وملحمة عنترة بن شداد.
- القصص القصيرة: وهي قصص قصيرة تُركز على حدث واحد أو شخصية واحدة، مثل قصص “الرسائل” لأبي العلاء المعري.
- الرواية: وهي قصة طويلة تُروى من منظور شخصيات مختلفة، مثل رواية “البخلاء” للجاحظ.
الخصائص العامة للقصص في الأدب العربي
- اللغة العربية: تُكتب القصص في الأدب العربي باللغة العربية الفصحى أو العامية.
- التركيز على اللغة: تُعنى القصص العربية باللغة العربية الفصحى، وتُستخدم فيها الألفاظ الجميلة والصور البلاغية.
- التركيز على القيم الأخلاقية: تُركّز القصص العربية على تعليم القيم الأخلاقية، مثل الصدق والعدل والكرم.
- التركيز على الجانب الإنساني: تُركّز القصص العربية على المشاعر الإنسانية، مثل الحب والفرح والحزن.