قصة أوراق الأفعى الثلاثة

اقرأ في هذا المقال



أوراق الأفعى الثلاثة أو (The Three Snake-Leaves) هي قصة جمعها الأخوين جريم تحد هذه القصة الصوفي، حيث تتضمن أوراقًا لها القدرة على إعادة الموتى إلى الحياة، تعلم القصة أنه إذا كان الشخص غير قادر على الوفاء بوعد، فلا ينبغي له أن يفعل ذلك إن الحكايات الخرافية التي طغت عليها زوجات الآباء الشريرة والأوامر بعدم فتح الأبواب هي الطب الشعبي، وعلاقاته بالولادة الجديدة.
تستفيد الكثير من الحكايات الخيالية – خاصة في التقاليد الروسية – من بعض الأشياء أو المواد التي تبدو غريبة والتي ستشفى بأعجوبة مثل ماء الحياة، ماء الموت ،دموع رابونزيل، دماء شخص قُتل حديثًا، والتي ستعيد هذا الشخص والآخرين. تستخدم هذه القصة واحدة من أغرب الطرق وأكثرها غموضًا لإحياء شخص ميت: ثلاث أوراق يستخدمها ثعبان لإعادة الحياة إلى شخص آخر.

الشخصيات:

  • الفقير.
  • الشاب ابن الفقير.
  • الملك.
  • ابنة الملك.

قصة أوراق الأفعى الثلاثة:

كان هناك ذات رجل فقير لم يعد قادرًا على إعالة ابنه الوحيد، ثم قال الابن: أبي العزيز، الأمور تسير على نحو سيء معنا لدرجة أنني أكون عبئًا عليك، أفضل أن أذهب بعيدًا وأرى كيف يمكنني كسب عيشي، فأعطاه الأب بركته وودعه بحزن شديد.
في تلك الأثناء كان ملك إمبراطورية عظيمة في حالة حرب، وتولى الشاب الخدمة معه وخرج معه للقتال، وعندما جاء مقابل العدو كانت هناك معركة وخطر كبير، وأمطر عدوهم النار حتى سقط رفاقه من جميع الجهات، وعندما قتل القائد أيضًا كان من تبقى على وشك الهروب، لكن الشاب تقدم وتحدث إليهم بجرأة، وصرخ بهم: لن ندع وطننا ينهار! ثم تبعه الآخرون وضغط على العدو وقهره.
فلما سمع الملك أنه يدين لمملكته له بالنصر وحده، رفع من شأنه فوق الآخرين وأعطاه كنوزًا عظيمة، وجعله الأول في المملكة وكان للملك ابنة كانت جميلة جدًا، لكنها كانت أيضًا غريبة جدًا، لقد قطعت نذرًا على ألا تتزوج أحدًا إذا لم يعدها بأن يدفن معها حياً إذا ماتت أولاً، وقد قالت: إذا كان يحبني من كل قلبه، فما فائدة الحياة له بعد ذلك؟ ومن جانبها كانت ستفعل الشيء نفسه، وإذا مات أولاً فسوف تنزل إلى القبر معه.
هذا القسم الغريب كان حتى هذا الوقت يخيف كل المستمعين له، لكن الشاب أصبح مفتونًا بجمالها لدرجة أنه لم يهتم بشيء، وعندما طلب من والدها أن يزوجها له، قال الملك: ولكن هل تعرف ماذا يجب أن تقدم وعداً لها؟ قال الشاب: يجب أن أدفن معها، إذا ماتت قبلي لكن حبي كبير لدرجة أنني لا أهتم بالخطر، ثم وافق الملك، وتم الاحتفال بعرسهما بحفل عظيم.
ثمّ عاشوا لفترة من الوقت سعداء وراضين مع بعضهم البعض، ثم حدث أن تعرضت الملكة الشابة لمرض شديد الخطورة، ولم يستطع أي طبيب إنقاذها، وبينما كانت تصارع الموت هناك، تذكر الملك الشاب ما كان ملزمًا بوعده وكان مرعوبًا من اضطراره إلى الاستلقاء حياً في القبر، لكن لم يكن هناك مفر، كان الملك قد وضع الحراس على جميع البوابات، ولم يكن من الممكن تجنب مصيره، وبعد فترة ماتت الملكة وعندما جاء اليوم الذي كان من المقرر أن تُدفن فيه الجثة، تم إنزاله إلى القبو الملكي معها ثم تم إغلاق الباب.
بالقرب من التابوت كانت توجد طاولة عليها أربع شموع وأربعة أرغفة من الخبز وأربع زجاجات من الماء، وعندما ينتهي هذا الخبز، كان عليه أن يموت جوعاً، والآن جلس هناك مملوءًا بالألم والحزن ولم يأكل كل يوم سوى قطعة صغيرة من الخبز، وشرب القليل من الماء وقدرأى الموت يقترب يوميًا، وبينما كان يحدق أمامه هكذا، رأى ثعبانًا يزحف من زاوية القبو ويقترب من الجثة، ولما ظن أنه جاء ليقضمها، استل سيفه وقال: ما دمت على قيد الحياة، لا تلمسها وقطع الأفعى إلى ثلاث قطع.
بعد فترة من الزمن، تسلل ثعبان آخر من المنطقة وعندما رأى الآخر ميتًا ومقطعًا إلى قطع، عاد لكنه سرعان ما عاد مرة أخرى بثلاث أوراق خضراء في فمه، ثم أخذ ثلاث قطع من الثعبان، وجمعهم معًا كما ينبغي ووضع إحدى الأوراق على كل جرح، وفورًا تلاقت الأجزاء المقطوعة معًا وتحرك الثعبان، وعاد للحياة مرة أخرى وسارع كلاهما بعيدًا معًا.
ُتركت الأوراق ملقاة على الأرض حيث ظهرت رغبة في ذهن الرجل التعيس الذي كان يشاهد كل هذا لمعرفة ما إذا كانت القوة العجيبة للأوراق التي أعادت الثعبان إلى الحياة مرة أخرى هل يمكن أن تكون كذلك بالنسبة للإنسان، فرفع الأوراق ووضع إحداها على فم زوجته المتوفاة والاثنان الآخران على عينيها، وبالكاد فعل ذلك حتى تحرك الدم في عروقها وارتفع في وجهها الشاحب، وعاد لونه مرة أخرى.
ثم تنفست وفتحت عينيها وقالت: آه يا ​​إلهي أين أنا؟ أجابها: أنت معي يا زوجتي العزيزة، وأخبرها كيف حدث كل شيء وكيف أعادها إلى الحياة مرة أخرى ثم أعطاها بعض الماء والخبز، وعندما استعادت قوتها، رفعها ودخلوا الباب وطرقوا، ونادىوا بصوت عالٍ حتى سمع الحراس وأخبروا الملك الذي نزل بنفسه وفتح الباب، وهناك وجد ابنته قوية ومعافاة وفرح بشدة وكأن الحزن قد انتهى الآن.
ومع ذلك، أخذ الملك الشاب أوراق الثعابين الثلاثة معه وأعطاها للخادم وقال: احتفظ بها لي بحذر واحملها معك باستمرار، من يدري في أي مشكلة قد تكون مفيدة لنا، ثمّ بعد ذلك حدث تغيير في زوجته بعد أن كان لديها زوجها وحياتها ولكن بدأت تشعر كما لو أن كل الحب لزوجها قد خرج من قلبها.
وبعد مرور بعض الوقت، عندما أراد القيام برحلة عبر البحرلزيارة والده العجوز وصعدوا على متن سفينة، نسيت الحب الكبير والإخلاص اللذين أظهرهما لها، والذي كان وسيلة أنقذتها من الموت، وحملت في قلبها نزعة شريرة لزوجها القائد، وفي إحدى المرات عندما نام الملك الشاب هناك في السفينة، استدعت القبطان وتآمرت معه لقتل زوجها فأمسكته من رأسه وأمسكه القبطان من قدميه، ثمّ ألقوا به في البحر.
عندما تم العمل المخزي، قالت: الآن دعونا نعود إلى المنزل ونقول إنه مات في الطريق ومن ناحيتي سأثني عليك وأمدحك لأبي حتى يزوجني بك ويجعلك وريثًا لملكه وتاجه، ولكن كان هناك على متن لسفينة خدم أمين الذي رأى كل ما فعلوه دون أن يعرفوا بذلك حيث أخرج قاربًا صغيرًا من السفينة، وركبها وأبحر وراء سيده، وترك الخونة يمضون في طريقهم.
لقد أخرج الجثة، وبمساعدة أوراق الثعبان الثلاث التي حملها معه ووضعها على عينيه وفمه، ولحسن الحظ أعاد الملك الشاب إلى الحياة، ثمّ جذّف كلاهما بكل قوتهما ليلا ونهارا، وانطلق قاربهما الصغير بسرعة كبيرة لدرجة أنهما وصلا إلى الملك العجوز قبل الآخرين الذي اندهش عندما رآهم يأتون بمفردهم، وسألهم عما حدث لهم.
عندما علم الملك بشرور ابنته، قال: “لا أستطيع أن أصدق أنها تصرفت بمثل هذه السوء، لكن الحقيقة ستظهر قريبًا، وأمر كلاهما بالدخول إلى غرفة سرية وإخفاء نفسيهما عن الجميع ثمّ بعد ذلك بوقت قصير جاءت السفينة العظيمة مبحرة وظهرت المرأة الكاذبة أمام والدها بوجه مضطرب وحين قال والدها: لماذا ترجعين وحدك؟ أين زوجك؟
أجابت الأميرة: أبي العزيز، لقد عدت إلى المنزل مرة أخرى في حزن شديد، لأنّه أثناء الرحلة مرض زوجي فجأة وتوفي، ولو لم يقدم لي القائد الصالح مساعدته، لكنت قد ضعت في البحر وحدي لكنه كان حاضراً عند وفاته وقدم مساعدته لي، فقال الملك: سأحيي الموتى من جديد ثمّ فتح الحجرة، وأمر الاثنين بالخروج، وعندما رأت المرأة زوجها صُعقت، وسقطت على ركبتيها وطلبت من والدها وزوجها الرحمة.
قال الملك: لا رحمة لك فحين كان زوجك مستعدًا للموت معك وأعادك إلى الحياة مرة أخرى، لكنك قتلته أثناء نومه وستنالين المكافأة التي تستحقينها، ثم وُضعت مع شريكها في سفينة مثقوبة، وأرسلوا إلى البحر وسرعان ما غرقوا وسط الأمواج.



شارك المقالة: