اقرأ في هذا المقال
- معنى مفردات مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل”
- صاحب مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل” وفيم يضرب؟
- قصة مثل “أوسعتهم سبًا وأودوا بالإبل”
إن لكل شعب يتنفس هواء كوكب الأرض موروثه الثقافيّ الذي يخصّه، والذي يرتبط بمخزونه اللغوي المعبر عن المواقف التي تمر عبر العصور والأزمنة، وقد تطورت لغة وآداب الإنسان من عصر إلى عصر، ومن حديث إلى أحدث، غير أن الأمثال الشعبية والفصيحة بقيت مرتبطة بالإنسان ومستمرة، فنجد الأمثال على إيجازها وخفتها رفيقة الإنسان في المواقف والأحداث المختلفة، تصوّرها وتصفها وصفًا دقيقًا، وهي الأمثال ذاتها التي استخدمها الآباء والأجداد، دون تطور أو تقدم، إنما تُعدّ عند الكثيرين مرآة للحكمة وملاذًا يلجأ إليه المرء عند الحاجة، فإما أن يكون استخدامها للاتعاظ بها، أو لتوجية النصح للآخرين، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “أوسعتهم سبًّا وأودوا الإبل”.
معنى مفردات مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل”:
“وسع الشّيء”، أي: أحاط به ، وأوسع الشيء، إذا جعله يسعه، وأما المعنى أكثر منه حتى وسعه، فهو يقول: كثّرت عليهم السبّ، حتى أني لم أدع منه شيئًا، وأما كلمة “أودى” فمعناها ذهب به.
صاحب مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل” وفيم يضرب؟
يُحكى أن صاحب مثل “أوسعتهم سبًّا وأودوا الإبل”، هو كعب بن زهير بن أبي سلمى، وأما قصة تلك المقولة هي أن الحارث بن ورقاء الصيداوي، قد أغار على بني عبد الله بن غطفان، واستباق إبل زهير وراعيه، فقال زهير في ذلك قصيدته، التي أولها: “بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا وزودوك اشتياقًا، أية سَلَكوا”، وبعث بها إلى الحارث، فلم يرد الإبل عليه، فهجاه، فقال كعب بن زهير بن أبي سلمى: “أوسعتهم سبّا وأودوا بالإبل”، فذهبت مثلًا، ويُضرب هذا المثل، لمن لم يكن عنده إلا الكلام، أي للشخص الذي يتكلم فقط دون القيام بالفعل المطلوب.
قصة مثل: “أوسعتهم سبًا وأودوا بالإبل”
يزخر تراث العرب الأصيل، بالأمثال المشهورة السائرة، والتي وصلت إلينا من الأجيال السابقة، وللأمثال في كثير من الأحيان قصة حدثت في الماضي، ومنها ما قيل في بيت شعري قديم، وانتشر المثل وتناقلته الأجيال، ومن تلك الأمثال العربية الشهيرة، مثل: “أوسعتهم سبًا وأودوا بالإبل”، وللمثل قصة سآتي على ذكرها فيما يلي.
أما قصة مثل “أوسعتهم سبًا وأودوا بالإبل” فقد قيل في رواية أخرى أن رجلًا من العرب، قد أغار قوم على إبله فأخذوها، فلما اختفوا عن الأنظار صعد الأعرابي أكمة وأخذ يشتمهم، فلما آب إلى قومه سألوه عن إبله، فقال: “أوسعتهم سبّا وأودوا بالإبل”، وقد نظم بعض الشعراء أبياتًا من الشعرية تضمّ هذا المثل المشهور، إذ قال الشاعر:
“وصرت كراعي الإبل قال تقسمت فأودى بها غيري، وأوسعتهم سبًا”.