أوليات الاغتراب في العصر الجاهلي

اقرأ في هذا المقال


ذاق الأدباء القدامى مرارة الاغتراب بكافة أشكاله والتي لها أثر على شخصيته ويعود هذا للمعيشة والتغيرات في ذاك الوقت.

مفهوم الاغتراب

1- ورد في المعاجم أن مفهوم الاغتراب مستنبط من الفعل عَرَبَ، وجاء فيه غرب الحسام بمعنى حدّه، واستغرب الشخص أي وصل حد تخطى به الضحك.

2- مفهوم الاغتراب كما عرفه الناقد أحمد مختار عمر الذي ذهب في رأيه أنه مأخوذ من اغترب ويفهم منه الضياع وخسارة الشخص لكيانه مما يدفعه هذا للثورة.

3- جاء معنى الاغتراب عند المستشرق ” فروم ” أنه ما يقاسيه الشخص جراء بعده إما عن شخصيته أو عن مجتمعه وبيئته.

مراحل الاغتراب

1- فترة الاستعداد للاغتراب التي تعد نقطة البداية التي يتهيأ منها الشخص في شعوره بهذا الاغتراب وفي هذه الفترة تبدأ المظاهر الخارجية بالتأثير عليه ولا يستطيع السيطرة على أعماله وعواطفه.

2- فترة البعد وفيها يتمعن المغترب بما حوله من عناصر الاغتراب ويبدأ بالخلاص منها.

3- فترة تأقلم المغترب وفي هذه الفترة يجتهد الشخص لفهم ما يشاهده حوله من عناصر.

أوليات الاغتراب في العصر الجاهلي

1- عُرفت معيشة الجاهلي أدبيًا كان أم لا بأنها بدوية تعتمد على التنقل والترحال باحثًا عن أسباب الحياة مما أدى إلى تكون عناصر الاغتراب في عقله وقد عاش امرؤ القيس تجربة الاغتراب عن المنازل بعدما طرده والده ومما نظمه في هذا:

تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت

على حملي خوض الركاب وأوجرا

فلما بدت حوران في الآل دونها

نظرت فلم تنظر بعينك منظرا

2- معاناة الأدباء من الثوابت الاجتماعية السيئة المنتشرة وآثارها المؤلمة على الشخص أو الجماعات وتناول هذا النابغة الذبياني موضحًا شعوره النفسي المغترب نتيجة هذه الثوابت حيث أنشد:

أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني

وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ

فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشنَني

هَراساً بِهِ يُعلى فِراشي وَيُقشَبُ


شارك المقالة: