يعتبر الأدباء أن الترجمة الأدبية هي من أصعب أنواع الترجمة؛ والسبب في ذلك هي أنّها تحتاج إلى ترجمة الكلمات بالإضافة لترجمة المعاني التي تحملها هذه الكلمات بين طيّاتها، وتعتبر ترجمة الرواية من الأنواع الصعبة للترجمة، وذلك لأنّها تتألف من سلسة من القصص التي تحمل الكثير من المعاني والرموز والدلالات المهمّة، وسنحكي في هذا المقال عن أهم الصعوبات والتحديّات التي تواجه المترجم الأدبي أثناء ترجمة الرواية.
أهم صعوبات ترجمة الرواية
تأتي التحديات التي تواجه مترجمو الروايات من محاولة نقل هذه الرواية من لغتها الأصلية إلى لغة أخرى تحمل ثقافات ومعاني ورموز مختلفة ومن أهم الصعوبات والإشكاليات التي تواجه مترجم الرواية هي ما يلي:
- افتقار المعرفة بلغة الرواية، وهي تعني أن المترجم يسعى لترجمة الرواية إلى لغة أهل بلده دون المعرفة الكافية بلغة النص الأصلية؛ وهذا الأمر يسبّب عدم الفهم العميق للرواية حتى يتم نقل معانيها بشكل صحيح.
- عدم خضوع الرواية للترجمة الاصطلاحية أو الإجرائية، وهذا يعني أن ترجمة الروايات لا تعتمد على الكلمات المستخدمة بها، بل هي تعتمد على الفيض الأدبي الذي يجب على المترجم أن يلمسه عند انتهاءه لقراءة الرواية بشكل عميق.
- المحافظة على روح نص الرواية أثناء الترجمة، وهو يعتبر من الأمور المهمّة التي تدفع المترجم لفهم الفضاء الثقافي لدى كاتب الرواية الأصلي.
- الاعتماد أحياناً على المعرفة الأكاديمية لدى المترجم باللغة؛ وهذا الأمر يتسبّب في نمطية ضيّقة لدى المترجم، وتخلق بما يسمّى التثاقف، أي أن المترجم يقوم بنقل ثقافة الرواية من لغتها الأصلية إلى لغته اعتماداً فقط على المعرفة الأكاديمية دون فهم الذائقة الأدبية داخل الرواية بالشكل الصحيح.
- الدافع الرأسمالي لترجمة الروايات، أي أن يكون الهدف منها هو الربح المادي؛ وهذا الأمر يتسبّب في سوء الأعمال المترجمة وتراجعها بشكل ملحوظ، والتي أحدثت صخب في عدد الروايات المترجمة التي تراجعت بالوعي المعرفي لدى المترجم، وهذا الأمر يقلّل الشغف والرغبة لدى القرّاء الذّين يحبّون تذوّق الروايات المترجمة بقراءتها؛ لأن الترجمة الرديئة تفقد النص روحه وجماليّته، وتعرّيه من إيقاعه الحقيقي، ممّا يفقد القارئ لذته الحقيقية بقراءة الروايات المترجمة.