اجا يكحلها عماها

اقرأ في هذا المقال


جميع الأمم التي دبّت الخطى على وجه الأرض لها الموروث الثقافيّ الخاص بها، والذي جعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، وفيما يلي سيتم ذكر قصة المثل العربي الشهير، هو: “اجا يكحلها عماها”.

فيم يضرب مثل “اجا يكحلها عماها”؟

كما هو معروف أن الأمثال الشعبية تمتلك سحرها الأخاذ ومنطقها المتميز، والتي يستخدمها العرب في الكثير من مواقف الحياة، ومن الأمثال التي يرددها الناس بشكل دائم، هو: “اجا يكحلها عماها”، ويُضرب في الشخص الذي يخطئ في إصلاح شيء ما بغير قصد، غير أن للمثل روايتين اتفق الكثيرون أنهما وراء إطلاق هذا المثل، أما الأولى فبطلاها: “كلب وقطة”، وأما الثانية: فالسر فيها شك الرجل في حب زوجته له، وفي السطور التالية ألخص حكاية هذا المثل الشعبي بروايتيه.

الرواية الأولى لقصة مثل “اجا يكحلها عماها”:

أما الرواية الأولى، فيُحكى أنه كان هناك في أحد قصور الأثرياء قطة جميلة وكلبًا، وقد نشأت بينهما علاقة صداقة بحكم تربيتهما معًا علي عكس المتوقع، والكلب كان معجبًا بشكل عيون القطة، لدرجة انه سألها عن سر جمال عينيها، فأخبرته القطة أن عينيها بها كحل، فأراد الكلب أن يقلد القطة، وقرر أن يضع في عينيه كحلًا مثلها، ولكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أحضر الكلب قلمًا من كحل محاولًا أن يتزين به، ولكن للأسف مخالب الكلب خانته، ودخلت في عينيه، ففقعتها، وانتشر المثل بعد هذه الواقعة: اجا يكحلها عماها”.

الرواية الثانية لمثل “اجا يكحلها عماها”:

أما رواية هذه للمثل، فهي مختلفة بشكل تام،  إذ إن بطلها كان رجلًا يشك في حب زوجته له؛ ذلك أنها لا تتحدث أو تضحك معه وتتجاهله كثيرًا، فذهب إلى سيدة عجوز؛ ليخبرها عن أمره وعن حالته مع زوجته، وأما نصيحة السيدة العجوز فقد كانت غريبة، وكانت أن يضع أفعىً فمها مغلق بإحكام على صدره وهو نائم، وبالفعل قام بتنفيذ ما نصحته به، حتى تفاجأ بصراخ زوجته وبكائها عليه وهى تحاول إيقاظه بعدما ظنت إنه فارق الحياة، فتأكد من حبها له ونهض سريعًا ليخبرها إنه لم يمت، فلما علمت الزوجة بالأمر غضبت كثيرًا وأقسمت إنها لن تعود إليه وتركته، ومن هنا أطلق المثل “اجا يكحلها عماها”.


شارك المقالة: