ازدواج اللسان - ازدواج لغوي

اقرأ في هذا المقال


ما هو الازدواج اللغوي؟

يعرف الازدواج اللغوية بأنه تواجد مستويان من الكلام في حالة لسانية تشهد استقرارً نسبيًا، فمن الممكن أن يكون هذان المستويان من نفس اللغة كالفصحى والعامية، أو من لغتين مختلفتين كاللغة الفرنسية والعربية. وبمعنى آخر يعرف ازدواج اللغة  بالموقف الذي يتم فيه التحدث بنوعين مختلفين من اللغة داخل مجتمع الكلام نفسه.

ويتم استخدام هذان المستويان بطريقة تعتبر متكاملة نوعًا ما، فأحدهما يتميز بموقع ثقافي واجتماعي بارز على الآخر عند المجتمعات التي تنطق بهذه اللغة. اعتقد بعض الباحثين في هذا المجال من علم اللغة الاجتماعي بأن هناك مجموعة مستويات لغوية في لغتنا العربية، أي أن اللغة العربية تتعدد لهجاتها ولكناتها، وهذا ما يسمى بالازدواج اللغوي.

الازدواج اللغوي وثنائية اللغة:

لابد لنا من التفريق بين ازدواجية وثنائية اللغة، كونهما مصطلحان قد يتداخلا مع بعضهم البعض. فثنائية اللغة تعني مستويان لغويان مختلفان تمامًا عن بعضهم البعض، كما أنهما لا يعتبران من النظام اللغوي ذاته في لغة قومية محددة وعلى نطاق جغرافي محدد، على سبيل المثال وجود اللغة الإنجليزية واللغة الإسبانية في بورتوريكو.

كما تعتبر ثنائية اللغة نوع من أنواع الازدواج اللغة الذي يتم فيه استخدام لغة واحدة للكتابة وأخرى للكلام. فعندما يستخدم ثنائيو اللغة لهجتين من نفس اللغة، بناءً على محيطهم أو سياقات مختلفة حيث يستخدمون لغة واحدة أو أخرى. كما أن مصطلح ازدواج اللغة، والذي أتى أصله (من اليونانية أي التحدث بلغتين)، استخدم لأول مرة في اللغة الإنجليزية من قبل اللغوي تشارلز فيرجسون في عام 1959.

تاريخ الازدواج اللغوي:

يعد أول من استخدم ظاهرة الازدواج اللغوي هو العالم بسيكاري، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، فقام وقتها ببيان الحالة اللغوية للغة الإغريقية. وبعد ذلك قام العالم ويليام مارسي بالحديث عن هذه الظاهرة اللغوية في الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث بين بدراسته هذه الحالة اللغوية في اللغة العربية. ولكن قام العالم تشارل فيركسون بإدخال ظاهرة الازدواج اللغوي إلى علوم اللغويات عامة علم اللغة الاجتماعي خاصة، فبين في دراسته هذه، والتي أجراها في عام 1958 في مقالته “الازدواجية اللغوية”، الحالات اللغوية في اللغة العربية.

الازدواجية اللغوية في اللغة العربية:

تعتبر اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات شهرة فيما يتعلق بالازدواج اللغوي؛ وهذا بسبب وجود مستويان لغويان واضحان جدًا في اللغة العرببة، وهما اللغة العربية الفصيحة واللغة العربية العامية. وهذا قد أثر وبشكل كبير على تعلم اللغة العربية للأجانب أي لغير الناطقين بها.

بداية دراسة الازدواج اللغوي في اللغة العربية:

قام ابن خلدون بدراسة هذه الظاهرة لكنه لم يوضحها بالشكل المطلوب والذي يمكّن الناس من فهمها، ولكن بدأت بشكل فعلي دراسة هذه الظاهرة في اللغة العربية في مقالة كتبها العالم فيركسون، والذي شرح وبين فيها بشكل تفصيلي ما هي هذه الظاهرة وكيف يتم استخدامها في اللغة العربية والمجتمعات العربية.


شارك المقالة: