اقتباسات من طوق الياسمين

اقرأ في هذا المقال


جميل أن تشعر أنّ هناك في زاوية ما من هذه الكرة الأرضيّة من يفكّر فيك ويتألّم لك ويهتز لآلامك وأشيائِك الصّغيرة.

واسيني الأعرج

للموت رائحة , للحزن رائحة , للدّمع رائحة , للبكاء رائحة ..

لا نشمُّها إلّا بعد زمنٍ بعيد عندما نتذكّر الفاجعة.

أنت ضعيف لا لأنك هربتَ فقط ، ولكن لأنّك تحاول تبرير تعاستك، ارفع رأسك وامشِ باستقامة ، ولا تستسلم للبرودة ، البرودة قاتلة حين نسترخي وننساق لها.

عندما يرحل الّذي نحبّهم يأخذون معهم كل أشياءهم الصّغيرة إلّا ابتساماتهم وأسألتهم فهي تبقى معنا.

يجب أنْ تعرفوا أنّي مُنهك ومُنتهك وحزين ومتوحّد مثل الكآبة.

نعم نكتب لأنّنا نريد من الجرح أنْ يظلّ حيَا ومفتوحًا.. نكتب لأنّ الكائن الّذي نحب ترك العتبة وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله.. نكتب بكل بساطة لأنّنا لا نعرف كيف نكره الآخرين، ولربّما لأنّنا لا نعرف أنْ نقول شيئًا آخر.

كيفَ أقنعُكَ أنّي لا اريدُ من الحبِ سوى مقعدٍ خشبي نتقاسمُه ، وطريق ٍ طويلٍ نمشيهِ جنبًا الى جنب ، ووردةٍ تقطفها لي من حديقةِ داركم ؟؟؟وهل تصدّقني إنْ قلت ُلك انّ عيوني لا تلمعُ الّا لحنانٍ تجده في عينيك ؟ أم أنّكَ لن تصدقَ ولن تقتنع .. لأنّ من طعنوكَ في القلب لم يتركوا لي منه قطعة ً سليمة واحدة تصدّقُني بها.

تمنّيت أنْ أعيش طويلا لأحبّك أكثر ولكن الأقدار منحتني فرصة الشهادة قبلك لتكون أنتِ المطالب بحبّي وبتحمُّل غياب.

لم أعد أعرفك؟ لا تشيحي بوجهك نحو فراغات المدينة. هكذا أنا، أريد أنْ أرى وجهك حتى و أنتِ في أقسى حالات الشطّط و العزلة.

مريم؟ بقايا الأبجدية المستحيلة، هل تدرين؟ بعد عشرين سنة لم أفعل شيئاً مهماً سوى البحث عنكِِ.

أعود إلى هذه المقبرة الّتي صارت اليوم وسط المدينة بعد امتداد العمران بشكل جنوبي إليها، أقفُ على هذه الشّهادة الصّغيرة الّتي كتب عليها كما اشتهيتِ في وصيّتك: ضيّقة هي الدّنيا ، ضيّقة مراكبنا ، للبحر وحده سنقول : كم كنّا غرباء في أعراسِ المدينة.

أحياناً عندما نلعب مع الأقدار نفعل ذلك بسخرية و ننسى أنّها لا تنسى و أنّها تأخذ كل شيء بجدية و تفاجئنا في أقل الّلحظات انتظاراً.


شارك المقالة: