الأرنب الماكر أو (THE CUNNING HARE) قصة خيالية لأندرو لانغ، من ضمن سلسلة كتاب الجنية البني. لندن: Longmans Green & Co.
الشخصيات:
- الأرنب.
- الجدة.
قصة الأرنب الماكر:
في بلد شديد البرودة، بعيدًا عبر البحار حيث يغطي الجليد والثلج الأرض لعدة أشهر في السنة، يعيش هناك أرنب صغير حيث مات والده ووالدته، ربته جدته ولكن نظرًا لأنه كان صغيرًا جدًا، وكانت كبيرة جدًا في السن بحيث لا يمكنها العمل فكانوا فقراء جدًا، وغالبًا ما لم يكن لديهم ما يكفي من الطعام.
في أحد الأيام، عندما كان الأرنب الصغير أكثر جوعًا من المعتاد، سأل جدته عما إذا كان بإمكانه النزول إلى النهر ليصطاد سمكة لتناول الإفطار حيث جاء ذوبان الجليد وتدفقت المياه بحرية مرة أخرى، ضحكت منه لأنها اعتقدت أن أي سمكة من الممكن أن تصطاد من قبل أرنب، خاصة تلك الصغيرة، ولكن لأنها كانت تعاني من الروماتيزم بشكل سيء للغاية، ولم تستطع الحصول على الطعام بنفسها، تركته يذهب.
قالت الجدة لنفسها: إذا لم يصطاد سمكة، فقد يجد شيئًا آخر، لذا أخبرت حفيدها أين يبحث عن الشبكة وكيف سيضعها عبر النهر، ولكن بمجرد أن بدأ وشعرت أنه رجل هادئ، تحدثت إليه مرة أخرى وقالت: بعد كل شيء، أنا لا أعرف ما فائدة ذهابك يا ولدي! لأنه حتى لو كان عليك صيد سمكة، فليس لدي نار لطهيها بها.
أجاب بمرح: دعيني أصطاد سمكتي، وسأشعل النار لك قريبًا، ولأنه كان صغيرًا، لم يكن يعرف شيئًا عن صعوبات إشعال النار، استغرق الأمر بعض الوقت لجر الشبكة عبر الأدغال وفوق الحقول، لكنه وصل إلى بركة في النهر كثيرًا ما سمع أنها تعج بالأسماك، وهناك وضع الشبكة كما أمرته جدته.
كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه لم ينام طوال الليل تقريبًا، وفي الفجر الأول ركض بأسرع ما يمكن نزولًا إلى النهر حيث كان قلبه ينبض بسرعة كما لو كان لديه كلاب خلفه، ولم يجرؤ على النظر في البداية لئلا يصاب بخيبة أمل، ثمّ تسائل: هل سيكون هناك حتى سمكة واحدة؟ وفي هذا الفكر جعلته آلام الجوع يشعر بالغثيان من الخوف.
لكنه لم يكن بحاجة إلى الخوف لأنه وجد في كل جزء من الشبكة كانت هناك سمكة سمينة جيدة وبالطبع كانت الشبكة نفسها ثقيلة جدًا لدرجة أنه لم يكن بإمكانه سوى رفع زاوية واحدة، ثمّ ألقى ببعض الأسماك مرة أخرى في الماء، ودفن البعض الآخر في حفرة تحت حجر، حيث سيكون متأكدًا من العثور عليها لاحقاً.
ثم طوى الشبكة بالباقي ووضعها على ظهره وحملها إلى المنزل حيث تسبب ثقل الحمولة في آلام ظهره، وكان ممتنًا لإسقاطها خارج كوخهم، بينما كان يندفع إلى الداخل مسرعاً ممتلئًا بالبهجة ليخبر جدته، ثمّ قال: هيا يا جدتي أسرعي ونظفيهم! وسأذهب إلى خيام هؤلاء الأشخاص على الجانب الآخر من الماء.
كانت المرأة العجوز تحدق به في رعب وهي تستمع إلى عرضه حيث حاول أشخاص آخرون سرقة الخشب من أجل النار من قبل، وقد عاد القليل منهم بحياتهم بالفعل، ولكن على عكس كل توقعاتها، فقد تمكن حفيدها من صيد مثل هذا العدد من الأسماك و ظنت أنه ربما كان هناك بعض السحر حوله لم تكن تعرفه، ولذلك لم تحاول إعاقته.
عندما أخرج الأسماك كلها، أحضر الشبكة التي وضعها لتجف وطواها بشكل صغير جدًا وركض إلى النهر، على أمل أن يجد مكانًا ضيقًا بما يكفي ليقفز فوقه ؛ لكنه سرعان ما رأى أنها كانت واسعة جدًا حتى بالنسبة لأفضل الأشخاص الذين يستطيعون القفز في العالم.
وقف هناك لبضع لحظات، متسائلاً عما يجب عمله، ثم اندفع في رأسه بعض كلمات التعويذة التي سمعها ذات مرة من المعالج أثناء الشرب من النهر، كررها كما يتذكر، وانتظر ليرى ما سيحدث، وفي غضون خمس دقائق، سمع مثل هذا الشخير والنفخ وارتفعت أعمدة من الماء في الهواء، على الرغم من أنه لم يستطع معرفة سبب صنعها.
ثم حول منحنى التيار جاء خمسة عشر حوتًا ضخمًا، وأمرهم بوضع رؤوسهم على ذيولهم مثل الحجارة، حتى يتمكن من القفز من واحد إلى آخر حتى يهبط على الشاطئ المقابل، فنفذت الحيتان أمره ووصل مباشرة إلى هناك وأخبر الحيتان أنه لم يعد بحاجة إليها، وجلس على الرمال ليستريح.
لسوء الحظ، رأى بعض الأطفال الذين كانوا يلعبون حوله وقام أحدهم، وهو يمشي بهدوء خلفه بإحكام قبضته على أذنيه، وقبض على الأرنب الذي كان يراقب الحيتان وهي تبحر في النهر، أعطى بداية عنيفة وكافح من أجل الهروب لكن الصبي تشبث بقوة وعاد به إلى المنزل بأسرع ما يمكن.
وعندما وصل الطفل بيته قالت المرأة العجوز لطفلها: ألق هذا الأرنب في القدر، أو ضعه في تلك السلة، وبمجرد أن يغلي الماء في الإناء سنعلقها على النار، لكن قال الرجل العجوز أفضل قتله أولا، في تلك الأثناء كان يستمع الأرنب وهو خائفًا بشكل مروع، لكنه ما زال يبحث سرا ليرى ما إذا كان هناك ثقب يمكنه الهروب من خلاله، إذا كانت لديه فرصة للقيام بذلك.
نعم، كان هناك واحد في أعلى الخيمة، لذلك، قام بهز نفسه، كما لو كان خائفًا حيث ترك نهاية شبكته تنفتح قليلاً، ثمّ همس لنفسه: أتمنى أن تسقط شرارة نار على شبكتي، وفي الدقيقة التالية، سقطت مجموعة كبيرة إلى الأمام في وسط الخيمة، مما تسبب في رجوع الجميع إلى الوراء حين تناثرت الشرارات في كل اتجاه، وسقطت واحدة على الشبكة، محدثة حريقًا بسيطًا.
وفي لحظة، قفز الأرنب عبر الحفرة وكان يتسابق نحو النهر، وبعده رجال ونساء وأطفال، ولم يكن هناك وقت لاستدعاء الحيتان مرة أخرى لذلك، وهو يمسك الشبكة بإحكام في فمه، تمنى لنفسه عبور النهر، ثم قفز عالياً في الهواء، وهبط بأمان على الجانب الآخر، وبعد أن استدار للتأكد من عدم وجود فرصة لملاحقته، هرول سعيدًا إلى منزل جدته.
قال وهو يمسك شبكته التي كانت تحترق الآن بخفة: ألم أخبرك أنني سأجلب لك النار؟ سألت المرأة العجوز: ولكن كيف عبرت الماء؟ قال: لقد قفزت للتو! ولم تسأله جدته أسئلة أخرى، فقد رأت أنه أحكم منها.