ما هو التميز في الكتابة؟
الكتابة تعتبر موهبة فطرية بالأساس، لكن من الممكن اكتسابها وتنميتها بالكثير من التدريب والممارسة، فبعض الكتّاب يمتلكون هذه الموهبة لكن لا يكون لديهم القدرة على توظيفها بشكل جيد؛ وهذا بسبب أنهم لا يمتلكون أسلوب منفرد بالكتابة بل تجد في كتاباتهم تكرار لكثير من أفكار و آراء غيرهم، لدرجة أنهم يجعلون القارئ يشك في نسخ نصوصهم أو أحياناً حتى السرقة، ومثال على ذلك كتاب (رجل المستحيل) ويوجد فيه كثير من الاقتباسات، ولذلك التفرد بالأسلوب هو من يجعل للفرد أسلوب مميز في الكتابة.
كيف يصبح أسلوب الفرد مميز في الكتابة؟
- أولاً: التنوع في القراءة و أن يقرأ لأكثر من كاتب، فمن المعروف أن لكل شخص يهوى الكتابة كاتب مميز ومفضل، لكن قراءة نوع واحد من الكتب من الممكن أن يوقع الشخص أو القارئ في فخ الاقتباس غير المتعمد، وهذا الأمر غير مبرر للكاتب؛ لأن القارئ يحكم بما يقرأ و ليس بما يعتقد أو يظن.
- ثانياً: أن يطلق الكاتب العنان لنفسه بأن يخوض جميع التجارب في الكتابة، فعلى سبيل المثال إذا كانت موهبته في كتابة القصص فقط فيمكن له أن يجرب الشعر أو النثر، فهذا الأمر يجعله يمارس الكثير من الفنون و يزيد من موهبته وتميزه.
- ثالثاً: الاستمرارية في الكتابة وهذا يجعله يلمّ بكل الأمور البلاغية والنحوية، فكثرة الأخطاء تجعل القارئ يصرف ذهنه عن المحتوى الأساسي للكتابة.
- رابعاً: الكتابة من أجل المتعة، بمعنى أن لا يكتب الكاتب إلا إذا شعر أن بداخله رغبة وأنه يمتلك الكثير من الكلمات والأفكار التي يريد إيصالها للقرّاء، فهنالك أعمال لم ينشر منها إلا ديوان واحد ولكنها تخلدت بالتاريخ، ومثال على ذلك: (أنا وليلى) للشاعر حسن المرواني، فقال عنها النقاد قصيدة عاشت ومات صاحبها.
- خامساً: أن تكون الكتابة جامعة بين الإمتاع والإقناع، قالإقناع وحده يجعل القارئ يمل من القراءة؛ ولذلك يجب خلط الأمرين معاً.
وفي النهاية يجب أيضاً على الكاتب أن لا يتجاهل آراء النقاد وبنفس الوقت لا يهتم لآرائهم بطريقة تجعله يكتب فقط من أجل أن ينال إعجابهم، فهنالك عناصر أدبية أساسية لا يمكن تجاهلها في الكتابة.