تفرد الأدب القديم بالكثير من الأعلام الجغرافية التي انتشرت فيه وكانت من أهم ما يميزه ومن أهمها المقدمة حيث تعج بالكثير من أسماء المنازل والديار وغيرها وفي هذا المقال سنوضح أبرز هذه الأعلام.
المواضيع التي انتشرت فيها الأعلام الجغرافية في الشعر الجاهلي
1- مقدمة المقطوعة: هي نفسها المقدمة الطللية حيث يتوجه الأديب في مقطوعته إلى ذكر الدمن وما به من منازل خالية وتحتلها الحيوانات وترتع فيها بحرية، وربما يكون هذا المنزل لقومه عاش فيه في صغره فمر به وتذكر الماضي وحنَّ له ونرى ذكرى المحبوبة ينتشر في كل مكان ويرجع هذا لكثرة التنقل والترحال وعن هذا ردد الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا الأول منزل
2- الشيم: ويقصد به مراقبة البرق والغيوم لمعرفة في أي جهة سيهطل المطر كي ينتقلوا إليه وفي هذا الأمر أنشد امرؤ القيس:
نشيم بروق المزن أين مصابة
ولا شيء يشفي منك يا ابنة عفزرا
ومراقبة البرق تحتاج لمعرفة المواقع التي ستهطل عليها الأمطار لرحيل إليها فيما بعد فنرى الجاهليين يمنعون النظر ويترقبون بدقة وحرص خصوصًا عند امتلاء السماء بالغيوم المحملة بالأمطار وعن هذا أنشد امرؤ القيس:
أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَهُ
كَلمْعِ الْيَدَيْنِ فِي حَبيِّ مُكلّلِ
3- حروبهم وأيامهم: إن المتمعن في الشعر الجاهلي يجد الأعلام الجغرافية مذكورة في الآداب التي يتكلم فيها الشعراء عن حروب قبائلهم وذلك لأن هذه الأحداث تجري في مواقع محددة، وتناولها لا يتم إلا بتحديد مواقعها من جبل أو وادي أو صحراء فإذا نظم به الشاعر ذكره باسمه المتداول والمعروف ومثال عليه ما خطه أوس بن حجرًا مصورًا قتلى أحد المعارك:
كأنهم بين الشميط وصارة
وجرثم والسؤبان خشب مصرع
4- الرحلة: احتل هذا الموضوع جزء من أدب الجاهلية وكانت تعج بالأعلام الجغرافية حيث ينتقل الشاعر من مكان لآخر فيذكر ما يراه من معالم ويصفها كذكرهم للطرق ونظم فيها امرؤ القيس منشدًا:
تقطع أسبابُ اللبانة والهوى
عَشِيّة َجَاوَزْنَا حَمَاة وَشَيْزَرَا