علاقة الألقاب باللغة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الألقاب:

تعني الألقاب باللغة اليونانية محايد أو منسوب ومضاف. وتعرف الألقاب بأنها كلمة يتم وضعها بعد الاسم الأول، أو كلمة يتم استبدال الاسم بها، حيث تستخدم الألقاب للتشريف أو التحقير أو للتعريف. وفي الإسلام إذا استخدم اللقب التحقير فهو أمر محرم ومنهي عنه، فنستشهد هذا بآية من القرآن الكريم ﴿ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب﴾.

أشهر الألقاب في الإسلام:

من المعروف أن الألقاب كانت شائعة الاستخدام عند العرب القدامى، فكان للكثير من الشخصيات العربية المعروفة لقب عرفوا به بين قومهم، فعلى سبيل المثال كانت تعرف فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم بالزهراء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها (جلّ جلاله) زهر نورها لملائكة السماوات، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض».

كما  أن حمزة بن عبد المطلب كان يسمى بأسد الله؛ وذلك لكونه شجاع جدًا في القتال وكان دائمًا ما يسعى إلى الجهاد في سبيل الله، وكما عرف جعفر بن محمد بأنه الصادق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدَّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري».

الألقاب في اللغويات:

في اللغويات يتم أحيانًا إرفاق الألقاب باسم الشخص أو أنها تظهر بدلاً من اسمه، كما يمكن وصفه على أنه لقب مجيد أو مجرد لقب عادي. كما ترتبط الألقاب بالأسماء بشكل كبير، حيث يعد هذا واضحًا من خلال الاستخدام الراسخ لهذه الألقاب في حياتنا اليومية. فهذه الألقاب ليست كأي صفة عادية تستخدم لوصف شخص معين، ولكنها تعتبر كدلالة خاصة بهذا الشخص. ففي الأساطير الإغريقية كان يعرف الإله زيوس بإله السحب، فهذا الاسم كان خاص بزيوس يميزه عن غيره من الإله. 

كما أن الألقاب هي أسماء مزخرفة ولا داعي لها للدلالة على السياق المباشر، فهي ليست مصممة خصيصًا له، فعلى سبيل المثال، في اللغة العربية دائمًا ما يتم استخدام اسم الذكر الأول لمناداة الأب، أي أبا محمد فهذا الاسم لقب ولكن ليس مخصص لمحادثة أو لشخص معين، فهناك الكثير من الذكور الذين يحملون اسم محمد.

تُعرف بعض الصفات والألقاب بالمصطلح اللاتيني (epitheton)، أي أنها أسماء تتطلب صفات مطلوبة للتمييز بين حامليها، على سبيل المثال، استخدام الأرقام بعد اسم الأمير أو الملك لمعرفته بشكل مباشر(مثل ريتشارد قلب الأسد (ريتشارد الأول ملك إنجلترا)، أو تشارلز ذا فات أو تشارلز الأصلع). 

الألقاب في الأدب:

الألقاب هي سمة من سمات أسلوب الشعر الملحمي القديم، ولا سيما في هوميروس أو ملاحم أوروبا الشمالية. فعندما استخدم جيمس جويس عبارة “البحر ذو اللون الأخضر المخضر”، فإنه يحاول هنا اللعب بلقب هوميروس المألوف “البحر المظلم بالنبيذ”. كما تعتبر العبارة  الأدبية “Discreet Telemachus” أيضًا لقبًا.

الأدب الإغريقي والألقاب:

المصطلح اليوناني (antonomasia) في البلاغة يعني الاستبدال، أي لقب أو اسم علم، مثل (Pelides،) للدلالة على ابن (Peleus)، المستخدمة لتعريف أخيل. كما يُطلق على استخدام اسم الأب أو اسم الجد، مثل (Pelides) في حالة (Achilles)، أو (Saturnia) في حالة الإلهة (Juno) في (Virgil’s Aeneid). وفي مسرحية ويليام شكسبير روميو وجولييت، يتم استخدام الصفات في المقدمة، مثل “خرج نور الحبيبان” و “قصة حب ذي أهوال”.

كانت الصفات المستخدمة للإشارة للشخص العادي هي الألقاب المجيدة التي يمكن استخدامها لتمثيل أسلوب المرء أو طبيعته الفنية أو حتى مرجعيته الجغرافية. لقد نشأت الألقاب ببساطة لخدمة الغرض من التعامل مع الأسماء التي يصعب لفظها أو مجرد غير سارة. ومن هناك انتقل إلى شيء يمكن أن يكون مهمًا جدًا يستخدمه كبار السن لتمثيل موقف المرء في المجتمع.

وتم استخدام هذه الظاهرة التي كانت تعد أنيقة نوعًا ما عبر التاريخ وحتى العصر الحديث مع العديد من الأمثلة الأدبية، على سبيل المثال أفرودايت (آلهة) المخلوقة السماوية المقدسة وزيوس حامي الضيوف، وهناك العديد من الأمثلة الأدبية على هذه الظاهرة.

القصص الأمريكية والألقاب:

تميل الكتب المصورة الأمريكية إلى إعطاء صفات للأبطال الخارقين، مثل (The Phantom) كونها (The Ghost Who Walks) وسوبرمان يُدعى (The Man of Steel) و(The Dynamic Duo) مستخدمة للإشارة إلى (Batman and Robin) والمعروفين باسم (The Dark Knight) أو (The Boy Wonder).  

الأديان متعددة الآلهة والألقاب:

في العديد من الديانات المتعددة الآلهة، مثل تلك الموجودة في اليونان القديمة وروما، عكست صفات الإله عمومًا جانبًا معينًا من جوهر ودور هذا الإله، والتي يمكن الحصول على تأثيرها في مناسبة معينة، على سبيل المثال (Apollo Musagetes) هو الإله أبولو وهو زعيم الفكر وراعي الفنون والعلوم، بينما (Phoibos) أبولو هو نفس الإله، ولكن لقبه هنا يعني إله الشمس الساطعة. والآلة أثينا تحمي المدينة مثل بولياس، وتشرف على الحرف اليدوية مثل إرقان، وتنضم إلى المعركة كبروم تشوس وتمنح النصر مثل نايك.

ولكن قد تحدد الألقاب جانبًا معينًا من الإله، مثل الإشارة إلى مكان الولادة الأسطوري أو الوجود المميز في مكان مقدس معين، فقد يتم تقديم التضحية لأبولو في معبده (Pythian Apollo) بشكل متكرر وفي فترات محددة.

التوطن/ الطابع المحلي:

يشير لقب التوطين ببساطة إلى مركز معين للتبجيل والتقاليد الدينية، حيث يتجلى الإله في مهرجان معين، على سبيل المثال، زيوس أوليمبس وهو لقب يعني زيوس الموجود في أولمبيا، أبولو كارن يوس، وهو لقب مستخدم للدلالة على أن أبولو في مهرجان سبارتان كارنيان. وغالبًا ما يكون اللقب ناتجًا عن اندماج الألوهية الأولمبية مع الألوهية الأقدم أي الرومانية، والتي تعكس معادلات بين الثقافات مع الآله القدامى، وبالتالي كان لمعظم الآلهة والإلهات الرومانية، وخاصة الاثني عشر الأولمبيين، نظرائهم التقليديون في اليونانية والإترورية ومعظم آلهة البحر الأبيض المتوسط ​​الأخرى، مثل الإله جوبيتر كرئيس للآلهة الأولمبية مع زيوس.

كما تم استخدام الكلمة اليونانية (Trismegistos)  لأول مرة كاسم يوناني لإله العلم والاختراع المصري، ولاحقًا كإشارة للغة اليونانية هيرميس، وأخيرًا، كانت اسم روماني وهو ميركوريس أي ميركوري وهو رسول الآلهة الأغريقون.

الألقاب والآلهة الإغريقيون:

تم تطبيق بعض الألقاب على العديد من الآلهة من نفس البانتيون (أي معبد الآلهة) عن طريق الخطأ، فإذا كان لديهم خاصية مشتركة أو للتأكيد على دمائهم أو للتأكيد على أي روابط أخرى؛ وهكذا في روما الوثنية، يُعطى هؤلاء الآلهة والأبطال ألقاب مختلفة، وهذه الألقاب تميز كل إله عن الآخر.

الألقاب والدين المسيحي:

يمكن أن يكون اللقب مخصصًا للاستخدام الجماعي، على سبيل المثال في اللاتينية (pilleati) أي مرتدي القبعات اللباد، للأخوين كاستور وبولوكس. يمارس الكاثوليك والمسيحيون الأرثوذكس الشرقيون والمسيحيون من الكنائس الأخرى استخدام الألقاب في تبجيل يسوع، على سبيل المثال، المسيح وأمير السلام والراعي الصالح. 

الألقاب والسياسة والجيش:

في الكتابات التاريخية والصحفية وغيرها، غالبًا ما تحمل هذه الصفات رسالة سياسية محددة. وهذه الصفات تختلف عن الألقاب الرسمية؛ وذلك لأنها لا تعبر عن أي وضع قانوني. ومع ذلك قد تمنح هذه الصفات هيبة خاصة إذا منحتها سلطة أو هيئة تشريعية رسمية، كما يمكن استخدامها للأغراض الدعائية (بروباجندا).

ومن الأمثلة على هذه الصفات التقاليد المختلفة لألقاب النصر، التي تُمنح للجنرالات والحكام أو لوحدات عسكرية كاملة، مثل صفة فيديليس أي الأوفياء، الممنوحة للجيوش الرومانية المختلفة.


شارك المقالة: